سباق سعودي- أمريكي – بريطاني على صنعاء.. “تقرير“..!

1٬048

أبين اليوم – تقارير

سباق جديد بين حلفاء الحرب على اليمن، ساحته هذه المرة الدبلوماسية والهدف صنعاء، فأيهم يصل أولاً، الولايات المتحدة التي عينت مبعوثاً لها وتلقي بكل ثقلها لإنهاء الحرب التي اعلنت في مارس من العام 2015م من واشنطن، أم بريطانيا التي تتحرك بغطاء الأمم المتحدة، أو السعودية التي تصدرت الحرب وأصبحت في مأزق، مع أنهم جميعاً مشاركون في الحرب ومتورطون بشكل أو بآخر في جرائم الإبادة الجماعية والحصار المميت، وجميعهم لديهم أجندة خاصة؟

بالنسبة للولايات المتحدة فإن وقف الحرب على اليمن على رأس اولويتها كما تعهد بذلك الرئيس الجديد جو بايدن، وقد شرع بإجراءات عدة للضغط بإتجاه وقفها بدء بوقف مبيعات الأسلحة الهجومية للسعودية وصولاً إلى تعيين مبعوث خاص إلى اليمن، لكن رغم هذه الخطوات والدور الامريكي في الحرب لم تفلح جهود واشنطن في اختراق جدار الأزمة رغم حالة الشد والجذب التي حاولت على مدى الأسابيع الأخيرة انتهاجها في محاولة للدفع بإتجاه تمرير أجندتها..

مع أن واشنطن في الأيام الأخيرة حاولت التلويح بالعقوبات كخيار ما يشير إلى وصولها إلى طريق مسدود، لكنها عادت لتقرع الباب من جديد من البوابة العمانية عبر توسيطها مجدداً للحفاظ على ماء وجه الولايات المتحدة التي تدنوا من هزيمة في المنطقة مع قرارها خفض قواتها ومحاولتها إعادة علاقتها مع ايران.

إخفاق واشنطن سلماً وحرباً في اليمن، ليس لأنها قليلة خبرة أو بحاجة لتقنية عسكرية جديدة، بل لأن مقايس الحرب والسلم تفصل وفقاً لأجندة امريكية أبرزها إبقاء الخليج تحت رحمة حمايتها وبما يمول عملياتها وانتخابات رؤسائها، وهي بكل تأكيد لا تدفع بالسلام في اليمن لأجل خاطر اليمنيين الذين طالتهم آلتها العسكرية وحصارها القاتل، بل لأنها تريد الحرب معلقة وتكون بعيدة عن الأضواء وبما يسمح لواشنطن بإعادة حساباتها والضغط على حلفائها لحلب المزيد من الأموال وهذا بدليل تركيز مبعوثها على وقف ما يصفه بـ “الهجوم على مأرب” وتجاهل الحصار المفروض منذ سنوات.

وخلافاً للولايات المتحدة، التي استحوذت على المشهد اليمني بحراك مبعوثها وتصريحات مسؤوليها المتواترة، تحاول بريطانيا التي تقود ملف اليمن منذ سنوات في مجلس الأمن البقاء في المشهد عبر التمسك بمنصب المبعوث الأممي، وهي بكل تأكيد تحاول الان استرضاء صنعاء لدعمها في ذلك بعد سنوات من دعم التحالف في الحرب والحصار..

وقد انضم سفيرها لدى اليمن مايكل آرون في تغريدة جديدة إلى صنعاء بتأكيد عدم علاقتها بالانفجار الذي وقع في محطة وقود بمأرب وحاولت أطراف محلية وإقليمية بتسويقه كهجوم لـ”الحوثيين” مكتفياً في تعليقه على الحادث بدعوة صنعاء للانخراط في المفاوضات الأممية لقطع الطريق على مثل هكذا حوادث في اشارة واضحة إلى عدم علاقتها بالحادثة التي خلفت 12 قتيل وجريح وفق ما تروجه وسائل إعلام هادي والسعودية.

حالياً تبدو بريطانيا مجمدة لحراكها في اليمن، وتكتفى بالنظر للتخبط الأمريكي في تعامله مع الملف اليمني، ما يشير إلى أن لندن تتحيز الفرصة المناسبة لتوجيه صفعة لواشنطن التي تحاول عزلها تمام مع أن اليمن كانت جزء من مستعمرتها التي تطمح لعودتها من بوابات اخرى.

وبغض النظر عن السباق الأمريكي – البريطاني، تبدو الصدمة أكبر بالحراك السعودي الموازي، فالرياض التي قادت في العام 2015 تحالف من 17 دولة وتوقع متحدث تحالفها حينها باجتياح صنعاء في غضون اسبوعين.. تدير حالياً حراك موازي للتقرب من صنعاء وقد استدعت في هذا الاطار الكويت الذي وصل وزير خارجيتها إلى الرياض ويتوقع أن يحمل رسالة لامير الكويت بالتوسط لدى صنعاء وقبلها إرسال وزير خارجية هادي إلى سلطنة عمان والسماح له بمناقشة المبادرة الأممية ولو كان ذلك على حساب المبادرة السعودية وهي بكل تأكيد تحاول خلط أوراق بريطانيا وأمريكا بدعم أحدهما على الأخرى على أمل أن يمنحها ذلك نقاط إيجابية وابرام صفقة مع صنعاء بعيداً عنهما.

 

YNP