صنعاء تتعامل مع مبادرة واشنطن باعتبارها ورقة من التحالف.. “تقرير“..!

220

أبين اليوم – تقارير

تتمسك صنعاء بضرورة وقف العمليات العسكرية ورفع القيود الإقتصادية المفروضة من قبل التحالف على الواردات إلى البلاد، كأرضية لأي مفاوضات سلام، بشأن الأزمة اليمنية، باعتبار إيقاف الحرب والسماح بدخول الواردات إلى البلاد، أموراً تثبت الجدية في إنهاء الحرب وإحلال السلام، وهو الموقف الذي تؤكد عليه صنعاء، في أي تحرك دولي في هذا الإطار.

مؤخراً أعلنت صنعاء رفضها لمقترح أمريكي، لوقف إطلاق النار، حيث قالت إن هذا المقترح “لا جديد فيه ويمثل الرؤية السعودية والأممية منذ عام”.. ونقلت وسائل الإعلام عن الناطق الرسمي بإسم الحوثيين ورئيس وفد صنعاء المفاوض، محمد عبدالسلام ، قوله إن “ما أسماه المبعوث الأمريكي (تيموثي ليندركينغ) بالمقترح لا جديد فيه ويمثل الرؤية السعودية والأممية منذ عام”.

وربط عبدالسلام ترحيب صنعاء بأي مبادرة خارجية لحل الأزمة اليمنية، بوقف الحرب من قبل التحالف والقوى المحلية المرتبطة به، والسماح بدخول الواردات التي تسبب فرض التحالف قيوداً عليها في تفاقم الوضع المعيشي والإنساني في البلاد، واصفاً ذلك المقترح بأنه يطرح أقل مما طرحه المبعوث الأممي في وقت سابق..

وقال: “أن يأتي مبعوث أمريكي يقدم خطة أقل مما قدمها المبعوث الأممي فهذا غير مقبول”، وأنهم “لو كانوا جادين لوقف العدوان والحصار لأعلنوا وقف الحرب والحصار بشكل جاد، عندها سنرحب بهذه الخطوة”.

ووصف المبادرة الأمريكية، بأنها عبارة عن “التفافات شكلية تؤدي لعودة الحصار بشكل دبلوماسي” وفق “شروط سعودية”، وقال عبدالسلام إن ما قدمه ليندركينغ “مؤامرة لوضع اليمن في مرحلة أخطر مما هو عليه الآن”.. مضيفاً أن المبادرة احتوت شروطَا، من بينها “تحديد وجهات مطار صنعاء وإصدار التراخيص عبر تحالف العدوان وأن تكون الجوازات غير صادرة من صنعاء”، إضافة إلى توحيد الإيرادات في اليمن وصرف المرتبات.

واعتبر عبدالسلام المقترح الأمريكي مناورة سياسية، الهدف منها تحقيق مكاسب، عجز التحالف عن تحقيقها بالحرب، حيث قال: “يريدون أن نستجيب بالحوار لما لم يحققوه بالحرب والحصار، وهذه الحقيقة يجب أن يدركها الجميع… ما لم يحصلوا عليه بالحرب والدمار لن يحصلوا عليه بالحوار”، لأنه “لا يوجد أي تغيير حقيقي نحو إنهاء الحرب ورفع الحصار، وهذه الأمور بيد الطرف الآخر”.

وتزامن المقترح الأمريكي الذي رفضته صنعاء، مع تحرك أوروبي وأمريكي لإيقاف العمليات العسكرية في محيط مدينة مأرب، وهو الأمر الذي دفع بمراقبين إلى إعتبار تلك التحركات في سبيل منع قوات صنعاء من دخول مأرب، المدينة التي تعد أهم معقل لحزب الإصلاح المنضوي ضمن نطاق الشرعية المدعومة من التحالف، وهي إلى جانب ذلك المحافظة الغنية بالنفط والغاز، على إعتبار أن سقوطها من يد الشرعية سيمثل ضربة قوية، وسيمكن الحوثيين من إستكمال السيطرة على أهم المحافظات في شمال البلاد.

ويؤكد المراقبون أن المبادرة الأمريكية تعد إمتداداً للسياسة الأمريكية المنحازة إلى جانب التحالف، منذ اليوم الأول لإعلان الحرب، والذي أطلقه وزير الخارجية السعودي عادل الجبير من واشنطن في 26 مارس 2015، مشيرين إلى أن سياسة الإدارة الأمريكية الجديدة لا يمكن أن تخرج عن سابقاتها، ومعتبرين في الوقت ذاته إعلان واشنطن إيقاف دعمها للتحالف مناورة سياسية الهدف منها الإيهام بتحول في الموقف الأمريكي تجاه الحرب في اليمن.

البوابة الإخبارية اليمنية