“مقالات“| غزة معيار الأخلاق والشرف.. واليمن جبهة الكرامة والأصالة والوطنية..!

4٬929

أبين اليوم – خاص 

بقلم/ زهير الهناهي:

فلسطين العروبة، قبلة المسلمين الأولى في أقصاها الشريف، ثالث الحرمين الموجود في هذه الأرض المباركة، أرض العزة والمقاومة والانتصار، أرض الجبارين وكرامة المسلمين، قضيتنا الأولى ومظلوميتنا الأساسية. أرض الزيتون، أرض الحجارة، الأرض المسلوبة والمغتصبة من أعداء الإنسانية وحيوانات البشرية الصهاينة المغتصبين، من تجبروا وبطشوا على مدى أكثر من سبعين عامًا بمحاولة منهم لتغيير هوية هذه الأرض والسيطرة على مقدساتها وإذلال العرب، فارتكبوا المجازر في ظل محيط عربي متخاذل وصامت.

رغم هذا البطش والظلم على مدى السنين، ورغم الترسانة العسكرية، إلا أن هذا الكيان الغاصب لم يتمكن من إطفاء نور المقاومة الذي سطع وانبثق في أقوى صفعة وجهها أصحاب الأرض أحفاد القسام إلى هذا الكيان في السابع من أكتوبر، ليكسر الهيبة المزعومة لهذا الكيان الوحشي الذي أرعب محيطًا متخاذلًا، وهذا ما دفع الكيان الغاصب للتحرك كالثور الهائج وينفذ انتقامه بوحشية وإجرام ضد المدنيين الأبرياء..

ويرتكب أكبر حملة إبادة وحشية وحصار وتجويع وأبشع لوحات الإجرام التي تهز الوجدان وتدمي القلب، ويحول غزة إلى مدينة أشباح في تحدي واضح لكل معايير الإنسانية، وهو متقوي بدعم الشيطان الأكبر له أمريكا، رأس الإرهاب، ومعها دول الغرب وصهاينة العرب، بهدف رسم صورة نصر مزعوم له بمحاولة منه لإعادة الردع وترميم سمعته المنهارة أصلًا، وهو متطمن بأنه سيتفرد بغزة العزة، وقد ضمن صمت وتخاذل زعماء العرب وبعض المطبعين من الشعوب التي يفترض أنها عربية، ولم يكتف بهذه الوحشية في غزة بل تطاول إلى سوريا ولبنان، وهو يمشي بمخططه التوسعي.

من بين هذا الصمت، والمشاهد الوحشية في غزة، والأوضاع الملتهبة في المنطقة، فجأة وعكس كل التوقعات، انبثق صوت عربي حر وعمل عسكري شجاع وموقف أصيل انطلق من أصل العرب من أرض الأطهار، بلد الإباء والعزة وأرض الشهامة، يمن الإيمان وناصرين العدنان، وتعلن قواتنا المسلحة عن الدخول في المعركة لإنصاف غزة ورفض الإبادة الجماعية، وتطبق اليمن مبادئ الجامعة العربية بالدفاع المشترك عن العرب، وتلبي ذلك الأمل الممدود منذ سبعين عامًا في وجدان الشعوب العربية التي كانت تتمنى برؤية موقف عربي حقيقي..

وبالفعل قام جيشنا المجاهد بتوجيه الصفعات القاسية لكيان الشر، وفرضت قواتنا المسلحة حصارًا بحريًا وجويًا على هذا الكيان، وانتفضت شوارع وساحات اليمن الثائر، وامتلأت بجموع الشعب الأصيل، وظهرت الصور للملايين وهم يؤيدون موقف قواتنا المسلحة اليمنية بمعركتها الإسنادية لغزة الكرامة والدفاع عن الوطن العربي، وكان هذا الموقف الشريف هو الصفعة القوية والمفاجئة التي زلزلت كيان الإجرام الصهيوني وداعميه.

هذا الموقف دفع الكيان وداعميه لاستنفار قواته وكل أدواته لكي ينال من اليمن، فعمل أولًا على تشويه الموقف اليمني والتقليل منه، وذلك عن طريق المطبعين والمتخاذلين من المتصهينين العرب وأبواقهم الإعلامية، ولأن هذا الأمر لم يجدي نفعًا لإيقاف اليمن العزيز، قام الكيان الصهيوني بشن عدوان إجرامي على اليمن واستهدف منشآت مدنية بمحاولة منه لرسم صورة استعراضية عن قوته، وهو بالأصل عدوان فاشل وسعى إلى دفع أبواقه الإعلامية لإثارة سخط اليمنيين حول تدمير منشآته ومقدراته في مخطط خبيث منه لقتل الروح الأصيلة لليمنيين..

ومحاولة إحياء روح الخوف والانهزامية لدى اليمنيين لكي يتراجعوا عن موقفهم، وهذا المخطط الخبيث عمل على تنفيذه للأسف عن طريق بعض الأشخاص المحسوبين علينا كيمنيين ممن لا يفقهون بمعنى الوطنية والسيادة والشرف وحماية العرض، من كانوا في صف أعداء اليمن، من لا يعرفون معنى الخصومة بشرف، بل يصل الحقد بهم إلى الفجور بالخصومة وتبرير جرائم العدوان الصهيوني..

ولا يكتفون بذلك بل يساعدون الصهاينة والأمريكيين بتدمير مقدرات الشعب اليمن، ويطلقون الأكاذيب والافتراءات عن استخدام المنشآت المدنية والخدمية بغرض عسكري، ويرشدون الصهاينة والأمريكان ويزودونهم بالإحداثيات لهذه المواقع التي هي مدنية ومقدرات الشعب ولا تستخدم إلا لغرض مدني، ولكن حقد هؤلاء المرتزقة جعلهم يتآمرون عليها وتشجيع ضربها، وبعد أن يقوم العدوان بضربها يظهر هؤلاء الخونة وهم يتباكون على هذه المنشآت ويحملون حكومة صنعاء السبب..

ويدعون أنهم يدمرون الوطن ويحاولون الظهور على أنهم وطنيون، والحقيقة أنهم خونة وبلا كرامة، والحمد لله أن شعبنا العظيم يعرفهم ويعرف كذبهم، ويعرف أن من يدافع عن الوطن هو من يتواجد في أرضه ويتصدى لكل عدوان يشن ضده، من تصدى لعدوان عشرة أعوام لن يرهبه عدوان اليوم، لأنها كرامة وسيادة وعزة لن نتخلى عنها، هذا هو وطننا، ولن نسمح لأمريكا أو الكيان الصهيوني أو أي جهة أن تنتهك سيادة اليمن.

أما فيما يخص موقفنا المشرف مع غزة، فهذا أمر محتوم لا نقاش فيه ولا تراجع، حتى لو انطبقت السماء على الأرض لن نتراجع، وليس في قاموس اليمنيين التراجع عن مناصرة المظلومين، فما بالكم بمقدساتنا وشعبنا العربي في فلسطين. وبالأخير لشعبنا العربي، هل سمعتم يومًا ما أن هناك يمنيًا ترك أرضه وعرضه يستباح؟ بالطبع لا ولن ولم يأتي يوم كهذا، لذلك ليتطمن الجميع بأننا مع غزة حتى آخر نفس يتنفسه اليمنيون، لأن غزة معيار الشرف والأخلاق.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com