“تقرير“| “لنقطع كل شيء“: إضراب إيطالي شامل تضامناً مع مأساة غزة..!
أبين اليوم – خاص
تقرير/ عبده بغيل:
تتصدر الطبقة العاملة الإيطالية المشهد في النضال من أجل إنهاء الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق شعب غزة. فبعد وصول سفينة “أسطول الصمود العالمي” إلى جنوة منتصف أغسطس لكسر الحصار، حيث جمع عمال المدينة أطنانًا من المساعدات، تصاعدت حركة الاحتجاج لتصل إلى الإضراب العام.
– إضراب شامل يشل الحركة:
في يوم الاثنين الموافق 22 سبتمبر، دعا اتحاد عمال السكك الحديدية (USB) الراديكالي، إلى جانب نقابات أخرى، إلى إضراب عام تحت شعار “لنقطع كل شيء”. وقد أدى الإضراب إلى إغلاق الموانئ، لا سيما في معاقل اتحاد (USB) الرئيسية في جنوة وليفورنو وموانئ أخرى عديدة.
كما شمل الإضراب قطاعات عمالية أخرى، أبرزها شبكة السكك الحديدية التي بدأ إضرابها لمدة 24 ساعة من مساء الأحد، مما أدى إلى تعطيل كبير لحركة القطارات الوطنية وتوقف تام للقطارات المحلية في بعض المدن والمناطق.
كما دعت نقابة عمال الولايات المتحدة (USB)، وتبعها اتحاد عمال الولايات المتحدة (CUB)، جميع أعضائهما في القطاعين العام والخاص إلى الإضراب، مشكّلين بذلك ضغطًا كبيرًا على جميع قطاعات المجتمع. ورغم أن الاتحاد العام للعمال الإيطالي (CGIL)، وهو أحد أكبر الاتحادات النقابية، لم يدعم دعوة 22 سبتمبر، فقد نظّم وقفة احتجاجية لأعضائه في 19 سبتمبر، استقطبت أكثر من ألف متظاهر في نابولي.
– موجة مظاهرات واحتجاجات عارمة:
تزامن الإضراب مع موجة احتجاجات جماهيرية واسعة النطاق:
– في روما، تظاهر أكثر من 100 ألف شخص..
شهدت 81 مدينة أخرى مظاهرات، أبرزها ميلانو، وفلورنسا، وبولونيا، وتورينو، والبندقية، حيث خرج 50 ألف شخص.
وتعالت الهتافات المطالبة بمنع كل شيء إذا لم يُسمح لـ “أسطول الصمود العالمي” بإكمال مهمته وإيصال المساعدات للفلسطينيين. كما لاقت الاحتجاجات دعمًا واسعًا من طلاب المدارس والجامعات.
– تعهدات عمال الموانئ تحاصر إسرائيل:
قدم عمال الموانئ المنتمون إلى اتحاد (USB) تعهدًا علنيًا، أمام مظاهرة حاشدة في جنوة، بأنهم لن يقوموا بتحميل أو تفريغ أي شحنات تجارية أو عسكرية إلى إسرائيل في حال تعرض الأسطول للهجوم أو لم تصل المساعدات إلى الفلسطينيين. ويُعد ميناء جنوة أحد الموانئ الرئيسية في إيطاليا. ويأتي هذا التعهد بعد تظاهرة ضخمة شارك فيها أكثر من 50 ألف شخص في جنوة في 30 أغسطس تضامنًا مع العمال وغزة.
وكان اجتماعٌ عُقد في 11 سبتمبر، حضره 600 عامل وشاب، قد شهد دعوة غيدو لوترانو، زعيم نقابة عمال الموانئ في (USB)، النقابات الأخرى إلى “تركيز إضرابها على 22 سبتمبر”.
– ضغط متزايد على الحكومة وتطلعات عمالية:
يضغط العمال بشكل متزايد على الحكومة الإيطالية اليمينية، مطالبين بإنهاء جميع العلاقات العسكرية مع إسرائيل وتقديم الدعم الكامل للأسطول. واعتبر أحد قادة المعلمين في اتحاد المعلمين في (USB) أن “هذا اليوم يمنحنا الأمل”، مؤكداً على إمكانية ربط جميع مظالم العمال ضد الحكومة بنضال جماهيري واحد.
لقد أتاح هذا الإضراب فرصة للعمال لمناقشة كيفية إنهاء حكومة ميلوني اليمينية الوحشية والنضال من أجل حكومة عمالية تعتمد سياسات اشتراكية. كما عزز الإضراب الروابط مع نقابات عمالية في موانئ أخرى على البحر الأبيض المتوسط، مثل أثينا، ومرسيليا، وطنجة، مؤكدًا على أن وجود تحرك تضامني دولي من شأنه أن ينهي حرب الإبادة الجماعية على غزة.
يُشير الإضراب العام في 22 سبتمبر إلى إعادة إيقاظ العملاق النائم للطبقة العاملة الإيطالية المنظمة ليس فقط فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، بل أيضًا لإنهاء التقشف من خلال تغيير الحكومة والنضال من أجل أجندة عمالية.