“مقالات“| عدن ترفع صور السنوار… الجنوب يجدد انحيازه التاريخي لفلسطين..!

6٬768

أبين اليوم – خاص 

بقلم/ سالم عوض الربيزي:

في الذكرى الثانية لمعركة طوفان الكرامة، طوفان الأقصى، التي شكلت نقطة تحول في مسار الصراع العربي–الصهيوني، ارتفعت أمس في العاصمة عدن صور الشهيد القائد يحيى السنوار (أبو إبراهيم)، مهندس تلك المعركة وقائدها، وذلك خلال فعالية جماهيرية نظمها مجلس الحراك الثوري.

هذه الفعالية لم تكن مجرد احتفاء بذكرى، بل كانت رسالة سياسية واضحة تعبّر عن الموقف الأصيل لأبناء الجنوب تجاه القضية الفلسطينية ومقاومتها.

لطالما كانت عدن، بما تمثله من رمزية نضالية وتاريخ تحرري، ملاذًا وداعمًا للحركات التحررية في المنطقة، وفي مقدمتها المقاومة الفلسطينية.

فمنذ عقود، احتضنت المدينة مناضلين وثوارًا من مختلف الأقطار، وكانت منصة للصوت العربي المقاوم في مواجهة مشاريع الاستعمار والهيمنة.

اليوم، ومع تصاعد موجات التطبيع العربي الرسمي مع العدو الصهيوني، تحاول بعض الأطراف المحسوبة على الجنوب، والتي صعدت إلى الواجهة بمحض الصدفة وارتهنت لأجندات خارجية، تسويق مواقف مغايرة للثوابت الجنوبية.

هؤلاء الذين أعمت المصالح الضيقة بصيرتهم السياسية، يحاولون حرف البوصلة عن القضية الفلسطينية، إرضاءً لمن يدعمونهم ماليًا وسياسيًا.

لكن ما شهدته عدن يوم أمس يؤكد أن هذه الأصوات لا تمثل الإرادة الشعبية الجنوبية، وأن الجنوب أرضًا وشعبًا ما زال ثابتًا على مواقفه القومية العادلة، منحازًا إلى فلسطين وإلى القدس باعتبارها القضية المركزية للأمة.

إن رفع صور السنوار في قلب عدن، ليس مجرد فعل رمزي، بل هو تعبير عن استمرار الارتباط الوجداني والسياسي بين الجنوب وفلسطين، ورفض قاطع لكل محاولات فرض التطبيع أو تمييع القضايا الكبرى.

فالجنوب، الذي خاض معاركه ضد الاستعمار وقدم التضحيات الجسيمة من أجل الحرية، لن يكون يومًا جزءًا من مشاريع الهيمنة أو التطبيع، بل سيبقى منحازًا إلى الشعوب المظلومة والمقاومة المشروعة في وجه الاحتلال والعدوان.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com