من ميكرفون “اليماني“ إلى التطبيع العسكري.. الكيان الإسرائيلي المؤقت يدخل اليمن رسمياً من بوابة الشرعية.. “تقرير“..!
أبين اليوم – تقارير
تقرير/ إبراهيم القانص:
لم يعد مستغرباً تهافت وهرولة دول خليجية كالإمارات والسعودية، اللتين تقودان الحرب في اليمن، على الاندماج الكلي مع الكيان الإسرائيلي عقب توقيع اتفاقيات التطبيع الشامل مع أبوظبي، والعلاقات القوية مع الرياض، حتى وإن لم توقع اتفاقاً معلناً، كون حكام هذين النظامين أصبحوا خارج منظومة القيم والمبادئ والأعراف العربية والإسلامية..
وما زالوا مصرين على المضي بشعوبهم باتجاه مرحلة ماسخة للهوية، لتأتي على أثرها أجيال مدجنة خادمة لمشاريع قوى تسعى للهيمنة على العالم، وفي مُقَدَّمِها الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي، لكن المستغرب هو مساعي الإمارات والسعودية إلى جر اليمن إلى مستنقع التطبيع مع الكيان الغاصب عن طريق حكومة الشرعية التابعة لهما..
ويتم ذلك تدريجياً عبر مراحل بدأت بغض الطرف عن ممارسات بعينها وها هي تصل إلى توقيعات رسمية بالموافقة على تواجد إسرائيلي في الأراضي اليمنية.
ومع أن الشعوب تقدس أوطانها وتبذل من أجل عزتها الدماء والأرواح، يظل هناك من يذل الأوطان ويبيع الكرامات بأبخس الأثمان، وهو ما تفعله الآن حكومة الشرعية ومجلسها الرئاسي، حيث لم تكتفِ بالتفريط في سيادة البلاد بشكل كامل وإتاحتها بل وإباحتها للإمارات والسعودية، بل بدأت تسيّر المناطق الخاضعة لسيطرتها وفق رغبات قيادة التحالف حتى فيما يخص جلب القوات الأجنبية إلى أهم المواقع على السواحل والجزر والمدن والمطارات..
ومنذ بدأت الإمارات جلب الخبراء العسكريين وضباط الاستخبارات إلى جزيرة سقطرى كان على حكومة الشرعية أن تغض طرفها عن ذلك الانتهاك الفاحش للسيادة اليمنية ولا تزال حتى اللحظة تبارك ما يحدث وتسكت عنه.
لم يكن جلوس وزير خارجية الشرعية السابق، خالد اليماني، إلى جانب الإسرائيلي نتنياهو خطأ بروتوكولياً، خلال افتتاح مؤتمر الشرق الأوسط في العاصمة البولندية وارسو عام 2019م، كما برروا ذلك، بل تبادل معه حديثاً احتفت به الأوساط الإسرائيلية ووصفته بـ”الطريف”، أما حين بادر اليماني إلى إعطاء ميكروفونه لنتنياهو فقد أشاد المسئول الإسرائيلي بهذه المبادرة واعتبرها بداية للتعاون بين البلدين..
لم يكن ذلك خطأ كما قيل بل كان مغازلة أرادت قيادة التحالف السعودي الإماراتي أن تكون نقطة انطلاق بإتجاه مشروعها لجر الدول العربية إلى التطبيع كما فعلت هي.
وكمرحلة جديدة في خطوات التحالف لجر اليمن إلى الأحضان الإسرائيلية كما فعلت دوله؛ كشفت مصادر مطلعة، أن وزير الشرعية، محسن الداعري، وافق رسمياً على الوجود الإسرائيلي في القواعد العسكرية التي أنشأتها الإمارات في الساحل الغربي والمحافظات الجنوبية التي يسيطر عليها التحالف والحكومة الموالية له، ووقع الوزير الداعري اتفاقية تشرعن هذا التواجد.
القيادي السابق في المقاومة الجنوبية، عادل الحسني، ذكر في حسابه على تويتر، نقلاً عن مصادر وصفها بـ”الخاصة”، أن الداعري وافق على إرسال الإمارات خبراء من الكيان الصهيوني إلى عدد من القواعد العسكرية الخاصة بالإمارات، منها في الساحل الغربي وباب المندب، بحماية طارق صالح وشقيقه عمار..
مشيراً إلى أن هناك قاعدة عسكرية إماراتية أسرائيلية بين محافظتي عدن وأبين، أوكلت حمايتها إلى القيادي في تنظيم القاعدة عبداللطيف السيد، الذي عينته الإمارات قائداً لقوات الحزام الأمني الممولة إماراتياً في أبين، بالإضافة إلى قاعدة عسكرية أخرى في سواحل محافظة شبوة النفطية، تحميها ألوية العمالقة، التي يتشكل قوامها من الجماعات السلفية المتشددة القريبة للقاعدة وداعش، والتي تمولها الإمارات..
وأيضاً القاعدة العسكرية في مطار الغيضة بمحافظة المهرة، التي تقع تحت حماية محسن مرصع الذي تم تعيينه قائداً لمحور الغيضة، حسب الحسني.
YNP