“عدن“| من تداعيات الاجتياح الإماراتي شرق اليمن: حكومة بن بريك توقف حركة السفر عبر منفذ العبر وتُعلن إجراءات طارئة..!
اليوم – خاص
أعلنت حكومة بن بريك، الخميس، جملة من الإجراءات العاجلة بالتزامن مع التوسع السريع للفصائل الموالية للإمارات في المناطق الشرقية من اليمن.
وأفادت الهيئة العامة للنقل البري في عدن بوقف جميع رحلات باصات النقل المتجهة من اليمن إلى السعودية، مرجعةً القرار إلى التوترات الأمنية المتصاعدة في منطقة العبر، الطريق الصحراوي المؤدي إلى منفذ الوديعة البري.
ودعت الهيئة المواطنين الراغبين في السفر إلى متابعة تحديثاتها المتواصلة بشأن جاهزية الطريق والظروف الأمنية شرق البلاد.
ويأتي هذا التطور وسط توقف شبه كامل لحركة الشاحنات التجارية بين اليمن والسعودية عبر طريق العبر، بعد المتغيرات العسكرية المفاجئة في تلك المنطقة.
كما سبق لمطار سيئون أن أعلن، مساء الثلاثاء الماضي، تعليق جميع الرحلات الجوية، في ظل المخاوف الأمنية الناتجة عن اجتياح الفصائل الموالية للإمارات لوادي حضرموت، وإخراج القوات المحسوبة على حزب الإصلاح من مواقعها داخل المنطقة العسكرية الأولى.
وتصاعدت وتيرة الأحداث بعد تنفيذ الفصائل الموالية للإمارات عملية جديدة، انتهت بسيطرتها على محافظة المهرة، وذلك عقب إحكام قبضتها على وادي وصحراء حضرموت. وتأتي هذه الخطوات ضمن تحركات يُنظر إليها على نطاق واسع كجزء من مخطط يستهدف إعادة رسم الخارطة اليمنية وترسيخ مسارات تدفع نحو تقسيم البلاد.
التحليل:
تكشف الإجراءات التي اتخذتها حكومة بن بريك حالة الارتباك التي تعيشها السلطات في عدن أمام التقدم العسكري المتسارع للفصائل المدعومة من الإمارات شرق البلاد.
فوقف حركة السفر البرّي والجوي ليس إجراءً فنياً بقدر ما هو مؤشر على فقدان السيطرة على أهم شرايين الحركة بين اليمن والسعودية، بما في ذلك طريق العبر–الوديعة الذي يُعد خط الإمداد الأكبر للمدنيين والتجارة على السواء.
وتشير التطورات في حضرموت ثم المهرة إلى انتقال المشروع الإماراتي من مرحلة النفوذ غير المباشر إلى السيطرة الميدانية الكاملة، ضمن عملية إعادة ترتيب مناطق الشرق اليمني بما يخدم رؤى جيوسياسية أوسع تتجاوز الداخل اليمني.
كما أن تجميد حركة النقل والتجارة يعكس حجم التحوّل الخطير في توازن القوى، ويدفع نحو خلق واقع جديد يسهّل فرض خرائط سياسية مستقبلية، في مقدمتها مسارات التقسيم الجغرافي، وسط صمت رسمي وانكشاف سعودي آخذ في التوسع أمام الحراك الإماراتي المتصاعد.