“تقرير“| لماذا قررت اليمن إنهاء الهدنة مع أمريكا.. وهل ستطال العقوبات اليمنية استثمارات شركات أمريكية بالخليج..!
أبين اليوم – تقارير
بقرارها فرض عقوبات على شركات أمريكية، تكون اليمن قد انهت هدنة هشة أعلنها الرئيس الأمريكي في مايو الماضي واعادت المواجهات إلى سيرتها الأولى، لكن ما أسباب خطوة اليمن الجديدة؟
خلال الساعات الأخيرة حشدت الولايات المتحدة وبريطانيا قوات ضخمة إلى الشرق الأوسط، وأعادت التموضع في قواعد كانت حتى وقت قريب منطلقاُ للعدوان على اليمن وابرزها قبرص ودول خليجية، في الوقت الذي قررت فيه أمريكا إعادة ارسال اساطيلها البحرية تباعاً إلى المنطقة حيث تستعد حاملة الطائرات “يو اس اس فورد” عبور مضيق جبل طارق.
هذه التحشيدات تشير إلى أن أمريكا وبريطانيا الحليفتان في الحرب على اليمن المستمرة منذ العام الماضي تستعدان لجولة جديدة من العدوان المباشر ضمن حرب واسعة في المنطقة قد تطال دول أخرى.
فعلياً.. لم تكن اليمن من اسقطت الهدنة بل الولايات المتحدة التي حاولت خلال الأشهر الماضية التخفي بستار إسرائيل لإدامة العدوان على اليمن، وقرارها إعادة التموضع العسكري في المنطقة بعد أن قررت الانسحاب، بينما يظل القرار اليمني دفاعي بحت وتحسباً لعدوان جديد في المنطقة.
قد تكون الهدنة المعلنة في مايو من طرف أمريكا حققت مكاسب لواشنطن أقلها إعفاء اساطيلها من الخسائر اليومية وخطر الإغراق إضافة للسماح لسفنها بالعبور بعد ان ظلت أهداف يمنية، لكنها لم تحقق لليمن شيئ فالعدوان ظل مستمر على كافة المدن وان قادته هذه المرة إسرائيل، لكن الآن وقد قررت اليمن إعادة الأمور إلى نصابها ستكون كافة المكاسب الأمريكية بمرمى الصواريخ والمسيرات وقد تكون العمليات أكبر بكثير مما يتوقعه الامريكيون انفسهم.
وفي السياق.. أثار قرار اليمن فرض عقوبات على شركات أمريكية، جدلاً واسعاً حول آليات التفنيد، فما أبرز الأهداف التي يمكن لليمن تحقيقها من القرار؟
القرار الأخير شمل كبرى الشركات الأمريكية العاملة في قطاع النفط والبتروكيماويات إضافة إلى سفن نقله وشخصيات أمريكية، وهذا يشير إلى أن العمليات اليمنية لن تقتصر فقط على استهداف السفن الأمريكية التي قد تحاول البحث عن طرق أخرى كما في مرات سابقة ولو عبر رأس الرجاء الصالح، بل يشمل أهداف أخرى.
في المجمل هذه الشركات تحتفظ باستثمارات ضخمة في المنطقة سواء في قطاعات النفط أو البتروكيماويات اذ تعد أبرز شريك رسمي لشركة سابك السعودية وتديران معاً مناطق صناعية كبرى في ينبع وبنت جبيل إضافة إلى تشغيلها عدة حقول نفطية في الامارات والخليج بشكل عام.
ومع أنه لم يتضح بعد ما اذا كانت تلك المصالح ستكون على قائمة الأهداف، لكن قد يتضمن القرار اليمني عزل أمريكا عن استثماراتها بالخليج خصوصاً اذا ما تورطت الدول الإقليمية بأي عدوان محتمل.
قد تكون أمريكا تبحث خطوط ملاحية جديدة لسفنها بعيداً عن المياه القريبة من اليمن لكن تظل مصالحها الواسعة في المنطقة والتي بنتها خلال عقود وتستحوذ من خلالها على مقدرات شعوب المنطقة واحدة من أهداف محتملة لليمن خصوصاً إذا ما قررت شن عدوان جديد عليها.