السعودية تجمد نشاط أعضاء “الرئاسي” رسمياً.. وتمنح العليمي صلاحيات استثنائية وسط صدام مع الإمارات..!
أبين اليوم – خاص
قررت السعودية، الثلاثاء، تجميد نشاط المجلس الرئاسي الموالي لها جنوبي اليمن، في خطوة تعكس عمق الانقسام الذي فرضه التصعيد المتسارع في المواجهة مع الإمارات.
وأكدت الرياض أن رئيس المجلس رشاد العليمي هو الجهة الوحيدة المخوّلة باتخاذ قرارات “الطوارئ”، متداولةً وسائل إعلام سعودية مقتطفات من اتفاق الرياض تنص على منحه صلاحيات حصرية في حال نشوب خلافات بين أعضاء المجلس.
وجاء هذا الموقف السعودي عقب جدل واسع أثارته سلسلة قرارات أصدرها العليمي، شملت فرض حظر جوي وبري وبحري لمدة ثلاثة أيام، وإعلان حالة الطوارئ في جنوب وشرق البلاد لمدة 90 يومًا، إضافة إلى مطالبته الإمارات بسحب قواتها خلال 24 ساعة وإنهاء اتفاقية الدفاع المشترك معها.
وأثارت هذه القرارات ردود فعل إماراتية غاضبة، تجلّت في إصدار بيان باسم أربعة من أعضاء المجلس الرئاسي، رفضوا فيه الإجراءات واعتبروها “غير شرعية”، مؤكدين أنها صدرت دون توافق أو تشاور داخل المجلس.
وبحسب خبراء، فإن إعلان الطوارئ يعني عمليًا تعطيل عمل كافة مؤسسات الدولة، مع الإبقاء على نشاط رئيس المجلس فقط، وهو ما يعزز توجه السعودية نحو إعادة ضبط بنية السلطة الموالية لها في الجنوب.
وتشير هذه التطورات إلى أن الرياض تتجه لفرض واقع سياسي جديد يهدف إلى نزع الغطاء الشرعي عن الأعضاء الموالين للإمارات داخل المجلس الرئاسي، ومنعهم من استخدامه كمنصة سياسية. كما تلمّح المعطيات إلى احتمال إعادة تشكيل السلطة برمتها، بما في ذلك إزاحة المجلس الرئاسي وتغيير الحكومة، لإبقاء الفصائل المدعومة إماراتيًا خارج المشهد خلال المرحلة المقبلة.
تحليل:
يمثل تجميد نشاط المجلس الرئاسي عمليًا اعترافًا سعوديًا بفشل الصيغة السياسية التي صاغتها لإدارة نفوذها في الجنوب، بعد أن تحولت إلى ساحة صراع داخلي بين وكلاء الرياض وأبوظبي.
فحصر الصلاحيات بيد العليمي ليس إجراءً إداريًا بقدر ما هو محاولة لإنقاذ الشرعية من التفكك، ولو على حساب بقية أعضائها. كما يعكس هذا التحرك نية سعودية لتصفية النفوذ الإماراتي سياسيًا، بالتوازي مع الضغط العسكري، عبر إعادة هندسة السلطة بما يتوافق مع أولوياتها الأمنية.
وفي حال مضت الرياض بهذا المسار، فإن الجنوب اليمني سيكون أمام مرحلة انتقالية قسرية، عنوانها إسقاط التوافقات السابقة وفتح الباب أمام ترتيبات جديدة قد تزيد المشهد تعقيدًا بدل أن تحسمه.