“أبوظبي“| الإمارات تهدد بنشر «الملفات السوداء» للسعودية وتلوّح بإنهاء التحالف في اليمن..!
أبين اليوم – خاص
هددت الإمارات، الثلاثاء، بكشف ما وصفتها بـ«الملفات السوداء» للسعودية في اليمن، في تصعيد غير مسبوق يعكس انتقال الخلاف بين الطرفين من مربع الصراع غير المباشر إلى المواجهة السياسية العلنية.
وقال نائب رئيس المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيًا، أحمد بن بريك، إن لدى المجلس «أوراقًا ومعطيات من الوزن الثقيل لم يُكشف عنها حتى الآن حرصًا على المصلحة العامة»، مشيرًا إلى أن هذه الملفات «ستفضح شبكات العبث وتعرّي القوى التي تتغذى على الفوضى وإطالة أمد الأزمة»، في اتهام مباشر للسعودية بالوقوف خلف حالة الانهيار في اليمن.
واعتبر بن بريك أن الهجوم السعودي على ميناء المكلا «لا يمكن تقديمه كإنجاز بأي معيار وطني أو أخلاقي»، مؤكدًا أن الصلاحية السياسية لرئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي «قد انتهت».
كما لوّح بإعلان «دولة الجنوب العربي» معتبرًا أن هذا الخيار بات «أقرب من أي وقت مضى»، في تحدٍ مباشر للرياض، واصفًا الشراكة معها بأنها «أصبحت عبئًا وطنيًا لا يحمي الشعب ولا يصون السيادة».
وتوعّد القيادي الموالي للإمارات بمواجهة أي تحركات سعودية في حضرموت، مؤكدًا أن «أمن حضرموت والجنوب خط أحمر، وأي مساس به سيُواجَه بحزم».
وفي السياق ذاته، شنّت شخصيات إعلامية وسياسية إماراتية هجومًا لاذعًا على السعودية والمجلس الرئاسي الموالي لها، حيث وصف عبد الخالق عبد الله، مستشار الرئيس الإماراتي محمد بن زايد، القصف السعودي لميناء المكلا بأنه «ليس بطولة»، معتبرًا أن رشاد العليمي «فقد شرعيته وانتهت صلاحيته السياسية»، في رسالة تحمل انتقادًا مباشرًا لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الداعم الرئيسي للمجلس.
كما بثّت قناة «سكاي نيوز» الإماراتية تقريرًا على لسان المجلس الانتقالي نعت فيه عمليًا التحالف السعودي، معتبرة أن «تحالف دعم الشرعية أصبح من الماضي». وتزامن ذلك مع حملة واسعة شنها مسؤولون وناشطون إماراتيون على مواقع التواصل الاجتماعي، اتهموا فيها السعودية بارتكاب جرائم في اليمن والفشل في إدارة الحرب سياسيًا وعسكريًا.
ويأتي هذا التصعيد عقب إعلان السعودية رسميًا طرد الإمارات من تحالفها العسكري في اليمن، بعد صراع محتدم بين الطرفين على النفوذ والسيطرة.
تحليل:
تكشف تهديدات نشر «الملفات السوداء» عن انتقال الإمارات من سياسة إدارة الخلاف إلى استراتيجية كسر العظم السياسي مع السعودية.
فالخطاب لم يعد دفاعيًا أو تبريريًا، بل هجومي يهدف إلى نزع الشرعية الأخلاقية والسياسية عن الدور السعودي في اليمن، وتحميله مسؤولية الفوضى والفشل.
كما أن التلويح بإعلان دولة الجنوب لا يبدو مجرد ورقة ضغط، بل رسالة واضحة بأن أبوظبي مستعدة لإعادة تعريف الصراع خارج سقف التحالف السابق.
ومع دخول الإعلام الرسمي والمستشارين المقربين من القيادة الإماراتية على خط الهجوم، يتضح أن القطيعة لم تعد تكتيكية، بل استراتيجية، وأن اليمن يتجه نحو مرحلة جديدة عنوانها صراع مكشوف بين الحلفاء السابقين، قد تكون كلفته على الداخل اليمني أشد فداحة من كل المراحل السابقة.