“الرياض“| وسط محاولات “الخماسية الدولية” إنهاء نفوذ “الانتقالي”.. السعودية تُسقط ملف الجنوب من المفاوضات اليمنية..!

6٬008

أبين اليوم – الرياض 

كشف وزير الخارجية في حكومة عدن، شائع الزنداني، الأربعاء، محددات جديدة بشأن المفاوضات اليمنية. يأتي ذلك في أعقاب جولة مفاوضات بين صنعاء والرياض.

وأكد الزنداني خلال مقابلة مع صحيفة “أخبار الخليج” إسقاط السعودية لمطالب “الانتقالي” بـ “حل الدولتين”، مشيراً إلى أن التوجه الجديد يتضمن شراكة مع كافة القوى اليمنية، وواصفاً أطروحة “الانتقالي” بـ“غير الواقعية” ولا تعكس الوضع.

وجاءت تصريحات الزنداني هذه عقب جولة مفاوضات احتضنتها سلطنة عُمان بين صنعاء والرياض، ضمن ترتيبات للحل الشامل في اليمن.

ولم يتضح ما إذا كانت هذه الرسالة التي بعثها الزنداني، الذي التقى بالمبعوث الأممي لدى اليمن هانس جرودنبرغ خلال المفاوضات الأخيرة، تعكس أدبيات جديدة أم محاولة سعودية لتهدئة صنعاء بورقة الجنوب. لكن توقيتها يشير إلى أن السعودية تدفع لتكريسها كواقع جنوب اليمن، خصوصاً وأنها جاءت مع إجبار السعودية – بدعم “الخماسية الدولية” – “الانتقالي” على تسليم موارده للحكومة وإنهاء نفوذه على المحافظات الجنوبية، بمن فيها عدن، المعقل الأبرز له.

وفي السياق.. شهدت المحافظات الجنوبية لليمن، حالة صدمة غير متوقعة مع إعلان حكومة عدن إسقاط “القضية الجنوبية” من المفاوضات اليمنية رسمياً.

وتنوعت ردود الأفعال بين الهجوم على “الانتقالي” والمطالبات بفرض أمر واقع جديد.

ومن بين التعليقات التي شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي عقب تصريحات وزير الخارجية شائع الزنداني بشأن “حل الدولتين”، تلك التي تحدثت بأن التصريحات دليل على بيع “الانتقالي” للقضية، بينما عدتها أخرى أحد مؤشرات سقوط المجلس، لاسيما وأنها تأتي في أعقاب مفاوضات الرياض التي استمرت لأسابيع وتمخَّض عنها استسلام “الانتقالي” لكافة أجندة “الخماسية الدولية”.

وذهبت أخرى لمناقشة مستقبل الجنوب في ضوء التطورات الجديدة، واحتمالية انتهاء “الانتقالي” الذي باتت قياداته متورطة بالفساد.

ووُصفت التعليقات بـ “الأكبر” من نوعها، وقد عكست مخاوف حقيقية لدى تيار جنوبي واسع بات مفزوعاً من هرولة “الانتقالي” من المناداة باستعادة الدولة إلى إلغاء القضية الجنوبية، بدون مكاسب حتى.

وقد سارع “الانتقالي” لمحاولة إخماد الاحتقان الجديد، عبر بيان منخفض باسم “جمعيته العامة” بدلاً من “هيئة رئاسته”، يعتبر فيه تصريحات الوزير الذي يمثل اليمن خارجياً مجرد رأي شخصي. واعترف “الانتقالي” بوجود اتفاقيات سياسية، لكنه زعم أن الزنداني يحاول الانقلاب عليها.

كما حاول التهدئة بشأن مصير “القضية الجنوبية”، زاعماً أن شعب الجنوب فرضها واقعاً وثبتها في مسار المفاوضات.

كما شهدت مواقع التواصل الاجتماعي تراشقًا بين تيار يربط سقوط “الانتقالي” بالجنوب وآخر يقلل منه.

وأبرز أولئك فضل ناصر الفضلي، نجل سلطان السلطنة الفضلية بأبين وأبرز القوى الاجتماعية بالجنوب، وقد قلل من أهمية حديث “الانتقالي” عن سقوط الجنوب بسقوطه، معتبرًا أنه من المعيب قرن سقوط دولة وشعب بسقوط مكون سياسي أثبتت الأحداث فشله وفساده وشلليته ومناطقيته.

وأبدى الفضلي ترحيبه برحيل “الانتقالي” مع أنه كان من أبرز المنظرين له، مؤكدًا فشل محاولات إصلاحه وأنه بات عبئًا.

والفضلي واحد من عدة قيادات جنوبية بدأت نقاشًا مستفيضًا حول مستقبل الجنوب في ضوء الترتيبات لإزاحة “الانتقالي”.

ومن أبرز تلك القوى أبرز حلفاء “الانتقالي” في حضرموت، حسن باعوم ونجله فادي، اللذان يقودان تيارًا في الحراك الجنوبي، وقد بدأ تحركاتٍ لتحالفات جديدة بعيدًا عن “الانتقالي” الذي تخلى عن حضرموت. كما بدأت عناصر المجلس العسكرية في الالتحاق بالفصائل الأخرى وأبرزها طارق صالح، قائد الميليشيات الإماراتية بالساحل الغربي.

وتأتي هذه التطورات في وقت يتعرض فيه المجلس الانتقالي، سلطة الأمر الواقع جنوبي اليمن، لعملية تجريد تقودها اللجنة الخماسية الدولية الخاصة باليمن.

وأُجبِر المجلس الذي تسيطر فصائله على عدة محافظات جنوب البلاد، أبرزها عدن التي تملك أهم الموانئ على خليج عدن، على تسليم موارده لحساب الحكومة بدلًا عن قياداته. كما يتم الترتيب لإنهاء سيطرته على عدن بتعيين محافظ جديد.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com