أزمة إماراتية – سعودية رفيعة بشأن من يمسك قرار الانفصال بجنوب اليمن..!

5٬997

أبين اليوم – خاص 

شهدت العلاقات السعودية–الإماراتية، الأحد، مستوى جديدًا من التوتر، عقب خطوات سعودية وُصفت بأنها تهدف إلى إقصاء أبوظبي من سباق إدارة مشروع الانفصال في اليمن، وحصر القرار بيد الرياض وحدها.

واتهمت الإمارات السعودية بمحاولة متعمدة لتجاوز حضورها ونفوذها في جنوب اليمن. وقال مستشار رئيس دولة الإمارات، عبد الخالق عبد الله، في تغريدة له، إن الرياض تتجاهل عمدًا مشاركة بلاده في ما وصفه بـ“التحالف”، وحضورها في ما أسماه “الجنوب العربي”.

وجاءت تغريدة عبد الله تعليقًا على مقال لعبد الرحمن الراشد، أحد أبرز منظري ولي العهد السعودي، بعنوان “فتح عش الانفصاليين”، أكد فيه أن السعودية وحدها من تمسك بما سماه “عصمة اليمن” وحدةً أو انفصالًا، تليها سلطنة عُمان بحكم الجغرافيا، متجاهلًا أي دور إماراتي في تقرير مصير الجنوب.

وسرد الراشد في مقاله عدة أسباب قد تؤدي إلى إفشال مشروع المجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم إماراتيًا، محذرًا من أن مآلاته قد تنتهي بحرب أهلية جنوبية. وفي المقابل، طرح إمكانية تمرير مشروع الانفصال تحت غطاء “الشرعية” ومن داخل مؤسساتها.

وأثار مقال الراشد غضبًا واسعًا في أبوظبي، حيث حاولت دوائر إماراتية الرد عليه بوسائل مختلفة دون أن تنجح في فرض سردية مضادة.

وتأتي هذه السجالات ضمن مسار أوسع من الخلافات بين الحليفين في الحرب على اليمن، تتصاعد حدتها مع سعي كل طرف لتكريس نفوذه الميداني والسياسي.

وفي مقال آخر بعنوان “معضلة الانتقالي”، أوضح الراشد أن بإمكان المجلس الانتقالي تحقيق مشروعه بإقامة دولة جنوبية من داخل ما سماه “أطر الشرعية”، وعبر العمل ضمن مجلس القيادة الرئاسي. واعتبر مراقبون هذا الطرح بمثابة عرض سعودي جديد للفصائل الموالية للإمارات، يقوم على تمكينها سياسيًا مقابل تسليم المناطق النفطية شرقي اليمن للرياض.

وأضاف الراشد أن أمام الانتقالي خيارين لا ثالث لهما: القبول بالعرض السعودي أو مواجهة مصير مشابه لما واجهته جماعة الحوثي، مؤكدًا أن قرار بقاء اليمن موحدًا أو ذهابه نحو الانفصال يظل حكرًا على السعودية، وأن أي تحرك منفرد من الانتقالي قد يؤدي إلى تفجير “الرابطة الجنوبية” والدفع بحرب أهلية جنوبية.

وتسعى السعودية، عبر مزيج من الضغط العسكري والتحركات الدبلوماسية، إلى إجبار المجلس الانتقالي على الانسحاب من هضبة حضرموت النفطية، التي تعتبرها منطقة نفوذ سيادية خاصة بها، مقابل منحه نفوذًا سياسيًا وعسكريًا أوسع داخل السلطة الموالية للتحالف، المتمثلة في مجلس القيادة الرئاسي.

تحليل:

تكشف السجالات العلنية بين الرياض وأبوظبي عن انتقال الخلاف من الغرف المغلقة إلى الفضاء الإعلامي، بما يعكس عمق الصراع على “من يملك قرار اليمن”.

فإصرار السعودية على احتكار ملف الوحدة والانفصال لا يستهدف الانتقالي وحده، بل يوجه رسالة مباشرة للإمارات بأن دورها الوظيفي في الجنوب بلغ حدوده.

وفي المقابل، يبدو الغضب الإماراتي تعبيرًا عن خشية فقدان ورقة استراتيجية استثمرت فيها سياسيًا وعسكريًا لسنوات.

أما طرح الانفصال من داخل “الشرعية”، فيمثل محاولة سعودية لإعادة هندسة المشروع الجنوبي بما يخدم أولوياتها النفطية والجيوسياسية، لا تطلعات الانتقالي أو داعميه.

وفي المحصلة، فإن احتدام هذا الصراع ينذر بتحول الجنوب إلى ساحة صدام مفتوح بين الحليفين، حيث لم يعد الخلاف حول شكل الدولة بقدر ما أصبح حول من يتحكم بمفاتيحها وثرواتها.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com