“مقالات“| هندسة خبيثة” وراء السقوط المدوي لحضرموت والمهرة.. خيوط المؤامرة ومخطط التمزيق الأخير..!

6٬883

اليوم – خاص 

بقلم/ عبده بغيل

لم تكن أحداث الساعات الأخيرة في حضرموت والمهرة مجرد تحركات عسكرية عابرة، بل كانت الضربة القاصمة التي أسقطت آخر الأقنعة عن التحالف السعودي الإماراتي، كاشفة عن “هندسة خبيثة” تهدف إلى إعادة رسم خارطة اليمن بالنار والدم.

إن ما يجري ليس سوى فصلٍ جديد من فصول المؤامرة لشرعنة الانفصال، وفرض واقع التجزئة بقوة السلاح، وقطع آخر الشرايين التي تربط شمال اليمن بجنوبه، حتى تلك التي كانت تنبض تحت عباءة التحالف نفسه.

في مشهد دراماتيكي يثير الريبة، تبخرت التهديدات النارية التي أطلقتها ما تسمى “المنطقة العسكرية الأولى” (المحسوبة على حزب الإصلاح) في الهواء.

فبعد أيام من الاستنفار والتلويح بالمواجهة، انهار المشهد فجأة، لتُسلّم مفاتيح وادي حضرموت -بما في ذلك مطار سيئون، القصر الجمهوري، ومقر القيادة- إلى مليشيات الانتقالي الانفصالي المدعوم إماراتيًا، على طبق من ذهب ودون طلقة رصاص واحدة تذكر.

هذا التحول الجذري والسهولة المريبة في السيطرة لا يمكن قراءتها إلا في سياق واحد: أوامر عليا عابرة للحدود. إن انسحاب قوات الإصلاح وتسليم مواقعها ليس هزيمة عسكرية بقدر ما هو تنفيذ لسيناريو مُعد مسبقًا في الغرف المغلقة بين الرياض وأبو ظبي.

تُثبت الوقائع الميدانية بما لا يدع مجالًا للشك أن ما حدث لم يكن نصرًا خاطفًا لمليشيا للانتقالي، بل هو نتاج تفاهمات استراتيجية عميقة بين المحتل السعودية والإمارات. تشير الدلائل إلى أن الرياض، التي كانت تدعم قوات المنطقة الأولى ظاهريًا، قد أصدرت “الضوء الأخضر” لتصفية وجود حلفائها القدامى (الإصلاح) في الجنوب، مفسحة المجال للذراع الإماراتي ليتمدد نحو مأرب.

هذا التكتيك يكشف عن نية مبيتة لتمكين القوى الانفصالية كأمر واقع، وإنهاء أي نفوذ للقوى التي تؤمن -ولو شكليًا- بوحدة الجغرافيا اليمنية، مما يضع اليمن أمام مخطط تقسيم ناعم يجري تنفيذه بأدوات محلية ورعاية إقليمية.

وسط هذا الطوفان، يقف “حلف قبائل حضرموت” بموقف يبدو صلبًا في ظاهره تجاه حماية مناطق النفط، لكنه هشّ في جوهره العسكري. رغم كونه محسوبًا على السعودية، إلا أن التقديرات العسكرية تؤكد أن الحلف، بعد سقوط المنطقة العسكرية الأولى، بات مكشوف الظهر أمام آلة الانتقالي العسكرية المنظمة والمدججة بالسلاح.

إن صمود الحلف مشكوك فيه ما لم يكن هناك اتفاق سري آخر يُبقيه كواجهة قبلية لمرحلة جديدة من الإدارة، أو كأداة ضغط سعودية لتحسين شروط التفاوض مع الإمارات، وليس كقوة ردع حقيقية.

اخيرا ان تمكين مليشيا الانتقالي من خنق حضرموت والمهرة هو مسار خطير يُراد فيه تحويل المحافظات الجنوبية والشرقية إلى كانتونات معزولة، في خطوة تخدم بالدرجة الأولى أطماع الهيمنة والنفوذ الخارجي على مقدرات اليمن الاستراتيجية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com