“الرياض“| السعودية تطلق حملة لإزاحة النفوذ الإماراتي من الممرات البحرية الحساسة..!

5٬890

أبين اليوم – خاص 

بدأت السعودية، الأربعاء، تحركات دبلوماسية لافتة على الجبهة الإفريقية تهدف إلى تقليص النفوذ الإماراتي في أهم الممرات البحرية للمنطقة، وذلك في أعقاب انسحاب الرياض من مواقع استراتيجية بسبب تصاعد خلافاتها مع أبوظبي.

وفي هذا السياق، وجّهت السعودية دعوة رسمية للرئيس الإريتري إسياس أفورقي، الذي وصل بالفعل إلى الرياض مساء الثلاثاء، في زيارة تأتي وسط تحولات بارزة يشهدها البحر الأحمر، تُعد إريتريا واحدة من أهم الدول المطلة عليه.

وتزامنت الزيارة مع انسحاب القوات السعودية من قاعدة ميون في باب المندب ومن ساحل اليمن الجنوبي، في خطوة عكست حجم التوتر مع الإمارات داخل الممر البحري الأكثر حساسية في المنطقة.

وتوقّع مراقبون أن تتجه الرياض لإبرام تفاهمات واتفاقيات جديدة مع إريتريا، التي تستضيف القاعدة الإماراتية الأكبر في مدينة عصب، ضمن حملة سعودية أوسع بدأت من جيبوتي بهدف إعادة ترتيب النفوذ على ضفتي البحر الأحمر وإنهاء السيطرة الإماراتية الممتدة هناك.

وكان الرئيس أفورقي قد حذر في تصريحات سابقة هذا العام من التحركات غير المنسّقة في البحر الأحمر، معتبراً أنها قد تشكّل تهديداً مباشراً على أمن المنطقة واستقرارها.

وعلى الرغم من غياب بلاده عن آخر مناورات “تحالف البحر الأحمر” التي استضافتها السعودية، إلا أن زيارته الحالية تحمل مؤشرات على تفاهمات جديدة قد تقدمها الرياض لإعادة اصطفاف إريتريا في صفها ضمن المنافسة المتصاعدة مع الإمارات.

وتسعى السعودية بقوة لضمان أن يبقى البحر الأحمر محكوماً بدوله المشاطئة فقط، وإبعاده عن أي توغل لقوى إقليمية غير مطلة عليه، وفي مقدمتها الإمارات، التي استطاعت خلال السنوات الماضية توسيع نفوذها عبر قاعدة عصب ومشاريعها في سواحل اليمن.

تحليل:

ما تتجه نحوه الرياض اليوم يشير إلى أن البحر الأحمر بات محور الصراع الفعلي بين القوتين الخليجيتين، وأن السعودية قررت نقل المعركة من السواحل اليمنية إلى العمق الإفريقي حيث تتمركز القوة الإماراتية الأكثر تأثيراً.

فاختيار إريتريا تحديداً ليس خطوة رمزية، بل هو استهداف مباشر لأهم مرتكزات النفوذ الإماراتي في عصب، وإعادة صياغة للمعادلات الإقليمية التي حاولت أبوظبي ترسيخها خلال السنوات الماضية.

وفي ظل هذا التحرك المتسارع، تبدو المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة من إعادة التموضع، حيث تسعى الرياض لاستعادة زمام المبادرة البحرية وتأمين مصالحها الاستراتيجية بعيداً عن أي شريك تحوّل إلى منافس. الجنوب العربي، باب المندب، وساحل القرن الإفريقي.. كلها تتحول الآن إلى ساحات اختبار لإرادة النفوذ السعودي والإماراتي في مشهد لا يزال في بدايته فقط.

 

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com