إجماع إماراتي – سعودي على محورية صنعاء بتقرير مصير الجنوب..!

5٬476

أبين اليوم – خاص 

بعد أسابيع من التناحر بالوكالة شرقي اليمن، أقرّت الحليفتان في الحرب على اليمن، السعودية والإمارات، لأول مرة بمحورية صنعاء في تحديد مصير الجنوب، في مؤشر واضح على إدراكهما أن القرار النهائي في اليمن يبقى بيد حركة أنصار الله.

وفي الرياض، لوّحت المملكة بالتحالف مع أنصار الله لاستعادة مناطق الجنوب والشرق، وهي المرة الأولى التي ترفع فيها السعودية هذه الورقة في وجه حليفتها الإماراتية، بعد أن فقدت الأخيرة معظم مناطق نفوذها في اليمن.

وقُرن هذا التحذير بتحركات على الأرض، تمثلت في إعلان اتفاق من مسقط حمل رسائل استراتيجية تتجاوز مجرد تبادل الأسرى، وعززت وحدة القوى اليمنية شمالًا، بما فيها حزب الإصلاح، الذي كان أداة أساسية للسعودية في معاركها السابقة.

في المقابل، بدأت الإمارات تحركات موازية للتقارب مع صنعاء، حيث استدعت سفير اليمن بالقاهرة خالد بحاح، الذي أدار حكومة خلال سيطرة أنصار الله على صنعاء، ويُعرف بعلاقاته الوثيقة مع الحركة.

وتشير التقارير إلى أن أبوظبي تسعى عبر بحاح لاستكشاف خيار تشكيل حكومة جنوبية، في خطوة تهدف لإعادة رسم التحالفات الإقليمية والمحلية، مع ضمان دعم سلطنة عمان كطرف وسطي مطمئن.

وتؤكد هذه التحركات أن الدولتين اللتين قادتا تحالف 2015 ضد صنعاء، واستدعيا مرتزقة وتقنيات من عدة دول، أصبحتا تضطران لحساب قوة صنعاء في كل تحركاتهما، حتى في المناطق التي تقع خارج نطاق سيطرة أنصار الله.

وبالرغم من عدم إعلان صنعاء موقفًا رسميًا من هذه التطورات، إلا أن مراقبين دوليين يشيرون إلى استعداد الحركة للحفاظ على وحدة اليمن واستقلاله في أي لحظة، وهو ما يدركه كل من الرياض وأبوظبي قبل غيرهما.

تحليل:

تشير هذه التطورات إلى تحول نوعي في ميزان القوى اليمني، حيث باتت صنعاء الطرف الفاعل والمحدد للمصير السياسي في الجنوب والشرق، رغم استمرار النفوذ السعودي والإماراتي.

استراتيجية السعودية: استخدمت الرياض ورقة التحالف مع صنعاء كتهديد مباشر للنفوذ الإماراتي، محاولًة استعادة بعض الأرض الاستراتيجية والسيطرة على المكونات اليمنية الشمالية، بما في ذلك حزب الإصلاح.

استراتيجية الإمارات: سعت أبوظبي للتقارب مع صنعاء عبر وسطاء موالين لها، مثل بحاح، لإيجاد موطئ قدم سياسي في الجنوب، وفتح قنوات تواصل مع سلطنة عمان لضمان دعم دولي وإقليمي.

تُظهر هذه المعطيات أن التحالف الخليجي لم يعد متماسكًا كما كان في 2015، وأن الصراع على الجنوب أصبح معركة نفوذ بين الحليفين التقليديين داخل الإطار اليمني نفسه.

كما تعكس إدراك كل من السعودية والإمارات أن أي مشروع انفصالي أو استراتيجي في الجنوب يحتاج إلى موافقة ضمنية أو قبول من صنعاء، ما يضع أنصار الله في موقع قوة غير مسبوق، ويجعل أي تحرك خارجي مرتبطًا بقدرتها على استيعاب مصالحها وتحقيق أهدافها دون مواجهة مباشرة.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com