لأول مرة في تاريخ البلدين.. توافق سعودي–عُماني على خطر الفصائل الإماراتية باليمن على حدودهما..!
أبين اليوم – خاص
اتجهت كلٌّ من سلطنة عُمان والسعودية، الأحد، إلى موقف متقارب حيال ما وصف بالخطر المتصاعد في اليمن، والقادم من جهة الشرق، في تطور لافت يعكس تحولًا نوعيًا في مقاربة البلدين لما يجري ميدانيًا.
وللمرة الأولى في تاريخ العلاقات بين مسقط والرياض، جرى التأكيد بشكل شبه علني على ما وُصف بـ“الخطر الإماراتي” الذي بات يهدد حدودهما وأمنهما الاستراتيجي، مع توافق خليجي غير مسبوق على ضرورة مواجهته واحتوائه.
في السعودية، وصف عبد الرحمن الراشد، الرئيس السابق لقناتي العربية والحدث، المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي لأبوظبي بأنه يشكل خطرًا على المملكة يفوق ما تمثله جماعة الحوثي، معتبرًا أنه يقود مشروعًا موازياً تسبب للسعودية بأضرار استراتيجية جسيمة على مدى أكثر من عقد.
وفي الاتجاه ذاته، ذهبت صحيفة “عُمان” الرسمية، المحسوبة على الحكومة العُمانية، إلى اعتبار ما يجري في شرق اليمن الأخطر منذ اندلاع الصراعات والحروب في البلاد، مطالبة بتحرك خليجي عاجل لاحتواء ما يحدث ومواجهته، باعتباره لم يعد شأناً يمنيًا داخليًا، بل تهديدًا مباشرًا لأمن واستقرار المنطقة.
ولمّحت الصحيفة إلى أن الأطماع الإماراتية لا تقتصر على اليمن، بل تمتد لتطال دولًا خليجية أخرى، في سياق صراعات إقليمية بالوكالة.
وتعكس هذه السرديات المتطابقة إدراكًا خليجيًا، وإن جاء متأخرًا، لطبيعة المخطط الجاري تنفيذه في شرق اليمن، والذي لا يستهدف اليمن وحده، بل يطال محيطه الإقليمي.
إذ يُنظر إلى ما يحدث باعتباره حلقة في مشروع أوسع، يبدأ بابتلاع اليمن—الذي يخضع بالفعل في جزئه الغربي والجنوبي وصولًا إلى شرقه لاحتلال سعودي–إماراتي—دون أن تُغيّر التطورات الأخيرة من توصيف الواقع بوصفه احتلالًا، مهما تبدلت أدواته أو واجهاته.
تحليل:
يمثل هذا التقارب السعودي – العُماني لحظة مفصلية في قراءة المشهد اليمني والخليجي، إذ يكسر حالة الصمت أو التباين التقليدي تجاه الدور الإماراتي، وينقل الخطر من خانة “الخلافات داخل التحالف” إلى مستوى التهديد الإقليمي المباشر.
فاعتبار الشرق اليمني ساحة خطر لا يعني فقط القلق من تطورات أمنية، بل يعكس إدراكًا بأن المشروع الجاري هناك يتجاوز اليمن كجغرافيا، ليطال موازين القوى وحدود النفوذ في الخليج بأسره.
كما أن توصيف الانتقالي كخطر استراتيجي يوازي أو يفوق الحوثيين يشير إلى تحول في الأولويات الأمنية، حيث باتت المشاريع التفكيكية والكيانات الوظيفية أخطر من الخصوم التقليديين.
وفي المحصلة، يكشف هذا الإدراك المتأخر أن معركة اليمن لم تعد معركة داخلية أو حرب نفوذ عابرة، بل بوابة لإعادة رسم الإقليم، وأن تجاهل هذا المسار قد يفضي إلى انتقال الصراع من اليمن إلى عمق الخليج ذاته.