“عدن“| مع تضييق سعودي خانق على الهضبة النفطية.. الانتقالي يطرق باب القوى السلفية شمالاً..!

5٬886

أبين اليوم – خاص 

بدأ المجلس الانتقالي الجنوبي، الموالي للإمارات، الأحد، تحركات سياسية–عسكرية لافتة تهدف إلى إبرام تفاهمات مع كبرى القوى الشمالية النافذة في الهضبة النفطية شرقي اليمن، في ظل تصاعد المخاوف من خسارته السيطرة على المنطقة.

وكلف رئيس المجلس عيدروس الزبيدي رئيس الهيئة التنفيذية للانتقالي في وادي حضرموت والصحراء بلقاء يحيى الحجوري، زعيم أكبر التشكيلات السلفية المنتشرة في الجنوب والشرق.

وأفادت وسائل إعلام تابعة للانتقالي بأن عبد الملك الزبيدي، رئيس انتقالي حضرموت، التقى الحجوري في وقت سابق اليوم بمدينة سيئون، واتفق معه على توجيه البوصلة نحو من وصفهم بـ“الحوثيين”.

ويُعد هذا اللقاء الأول من نوعه بين المجلس الانتقالي والحجوري، الذي ينحدر من محافظة حجة شمال اليمن، ويُعد أحد أبرز القيادات السلفية التي أعادت السعودية توطينها خلال السنوات الأخيرة في الشرق والجنوب.

وتم اللقاء في مركز الحجوري بمدينة سيئون، التي تمثل المركز الإداري لهضبة النفط، حيث يمتلك الحجوري عدة مراكز سلفية في الهضبة، من بينها مركز في مديرية الخشعة وآخر في مناطق الصحراء.

وجاء هذا التحرك في توقيت حساس، يتزامن مع بدء السعودية عملية تطويق ميداني للفصائل الموالية للإمارات في عمق حضرموت. فقد باشرت فصائل “درع الوطن” الموالية للرياض انتشارًا واسعًا على امتداد المديريات الصحراوية المحاذية للحدود السعودية، وصولًا إلى مثلث سلطنة عُمان.

وكانت هذه الفصائل قد انتشرت، في وقت سابق اليوم، في مديريتي زمخ ومنوخ، لتكونا ثالث منطقة بعد العبر والوديعة تدخل ضمن نطاق الانتشار السعودي.

وأكدت مصادر عسكرية في الوديعة أن “درع الوطن” تلقت توجيهات بمواصلة التوسع الميداني حتى مديرية رماه على حدود المهرة وسلطنة عُمان، علمًا بأن هذا الشريط الحدودي يضم أكبر المديريات الصحراوية التابعة لمحافظة حضرموت.

ويأتي هذا الانتشار ضمن مسعى سعودي لتأمين شريطها الحدودي الغربي، بالتوازي مع ترتيبات لمعركة فاصلة مع الفصائل الموالية للإمارات في مديريات الوسط، حيث يجري تطويقها تدريجيًا وصولًا إلى الساحل، وفق ما أكدته “درع الوطن” في بيانات سابقة تحدثت عن خطة انتشار منظم لتأمين كامل جغرافيا حضرموت.

تحليل:

يعكس لجوء المجلس الانتقالي إلى يحيى الحجوري لحظة ارتباك استراتيجي حادة، تكشف ضيق خياراته مع انحسار الغطاء الإماراتي وتصاعد الضغط السعودي ميدانيًا في حضرموت.

فمحاولة بناء تحالف مع قوة سلفية شمالية، أعادت السعودية إنتاجها وانتشارها في الشرق، لا تبدو خطوة هجومية بقدر ما هي محاولة استنجاد أخيرة لتأمين الهضبة النفطية أو تأخير سقوطها.

وفي المقابل، يظهر الانتشار المتدرج لـ“درع الوطن” كجزء من خطة سعودية محكمة لإعادة رسم خارطة السيطرة في حضرموت، عبر تطويق الفصائل الإماراتية وعزلها جغرافيًا وسياسيًا قبل أي مواجهة مباشرة.

وفي المحصلة، تبدو الهضبة النفطية مقبلة على إعادة تموضع قسري للقوى، حيث يتراجع الانتقالي من موقع المبادرة إلى موقع الدفاع، بينما تمسك الرياض بخيوط الميدان وتفرض إيقاعها على معركة الشرق اليمني.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com