“حضرموت“| توغل سعودي جديد في 4 مديريات: انتشار واسع على الشريط الصحراوي وارتباك داخل الانتقالي..!
أبين اليوم – خاص
بدأت السعودية، الأحد، توغلاً جديدًا في محافظة حضرموت شرقي اليمن، في خطوة تعكس تصعيدًا ميدانيًا لافتًا على امتداد المناطق الصحراوية المحاذية للحدود.
وأفادت مصادر قبلية في وادي حضرموت بأن القوات السعودية أصدرت توجيهات للفصائل التابعة لها، المعروفة باسم “درع الوطن”، بالبدء في الانتشار على طول المديريات الصحراوية الحدودية، الممتدة من منطقة العبر شرقًا وحتى الحدود العُمانية.
وأكدت المصادر بدء انتشار قوات “درع الوطن” والوحدات اليمنية المساندة لها في مديرية زمخ ومنوخ المجاورة للعبر، على أن يستمر التوسع الميداني وصولًا إلى مديرية رماه على حدود المهرة وسلطنة عُمان، مرورًا بثمود وقف العوامر.
وتعد هذه المديريات من أبرز المناطق اليمنية المحاذية للسعودية، وهي مناطق صحراوية شاسعة، غالبًا ما تخلو من الكثافة السكانية باستثناء تجمعات البدو الرحل.
ويأتي هذا التحرك بعد إحكام السعودية سيطرتها سابقًا على منطقتي العبر والوديعة، فيما تمثل المديريات المستهدفة غالبية المساحة الجغرافية لمحافظة حضرموت.
ولا يزال الغموض يكتنف الهدف الحقيقي من هذا الانتشار؛ إذ لم يتضح بعد ما إذا كان جزءًا من خطة سعودية لمدّ النفوذ وابتلاع مزيد من الأراضي اليمنية شرقًا، أم أنه يندرج ضمن استراتيجية لتطويق معاقل الفصائل الموالية للإمارات في عمق حضرموت، تمهيدًا للضغط عليها أو تحجيمها.
وتزامن هذا التوغل مع تحشيدات في المناطق الحدودية اليمنية – السعودية، في ظل استمرار الضغوط التي تمارسها الرياض على المجلس الانتقالي لإجباره على الانسحاب من الهضبة النفطية.
في المقابل، بدأ المجلس الانتقالي الجنوبي تحركات إعلامية لتهيئة أنصاره لتطورات عسكرية محتملة شرقي اليمن. إذ شرع ناشطوه ومنصاته الإعلامية في تسويق تراجع فصائله من بعض مناطق الشرق على أنه “اتفاق” لطي صفحة حضرموت. وروّجت هذه المنصات لبدء التوغل السعودي في الصحراء الحضرمية باعتباره نتيجة تفاهمات مسبقة.

وزعم صالح الحنشي، أحد أبرز مؤيدي الانتقالي، أن انتشار قوات “درع الوطن” في زمخ ومنوخ يأتي ضمن اتفاق لإغلاق ملف حضرموت، غير أن مصادر قبلية أكدت أن عملية الانتشار ستتواصل حتى رماه على الحدود العُمانية، فضلًا عن تأكيدات من داخل “درع الوطن” بعزمها الانتشار في عموم حضرموت.
وعُدّت رواية الانتقالي بشأن وجود اتفاق يمنح السعودية السيطرة على المديريات الصحراوية الكبرى محاولة واضحة لتهدئة قواعده الشعبية، في ظل تصاعد المخاوف داخل المجلس من رد فعل سعودي قد يستهدف إضعافه أو إسقاطه عسكريًا.
تحليل:
يعكس التوغل السعودي الجديد في حضرموت تحولًا نوعيًا في إدارة الرياض لملف الشرق اليمني، من النفوذ غير المباشر إلى الانتشار الميداني الواسع في مناطق تشكل العمق الجغرافي للمحافظة.
فاختيار الشريط الصحراوي الممتد حتى الحدود العُمانية لا يبدو خطوة أمنية عابرة، بل تحركًا استراتيجيًا يهدف إلى إعادة رسم خطوط السيطرة والضغط، سواء على الفصائل الموالية للإمارات أو على المجلس الانتقالي نفسه.
وفي المقابل، يكشف خطاب الانتقالي المطمئن عن حالة ارتباك داخلي ومحاولة لاحتواء الغضب والخوف من فقدان حضرموت، لا سيما مع إدراكه أن السعودية باتت تتعامل معه كعبء أمني لا كحليف مضمون.
وفي المحصلة، تبدو حضرموت اليوم ساحة اختبار كبرى لصراع النفوذ داخل التحالف، حيث لم يعد السؤال عمّن يسيطر على الأرض فقط، بل من يملك قرار الحرب والسلام في الشرق اليمني.