حضرموت بين المطرقة والسندان: قوات الإمارات والسعودية في مواجهة مباشرة..!

5٬896

أبين اليوم – خاص 

واصلت الإمارات، الخميس، رفع حدة التوتر قرب الحدود السعودية–اليمنية، في توقيت يتزامن مع تحركات دولية تهدف إلى تهدئة الساحة وفتح الطريق أمام استئناف مفاوضات السلام.

وبحسب مصادر قبلية في هضبة حضرموت النفطية، فإن رتلًا عسكريًا تابعًا لـ”النخبة الحضرمية” – وهي قوة تتلقى إشرافًا مباشرًا من ضباط إماراتيين – توغل خلال الساعات الماضية في مناطق بوادي حضرموت التي تخضع لسيطرة فصائل موالية للسعودية تُعرف بـ “قوة حماية حضرموت” بقيادة عمرو بن حبريش.

وأكدت المصادر اندلاع اشتباكات محدودة بين الطرفين انتهت بانسحاب رتل النخبة إلى مواقعه السابقة.

وفي المقابل، أصدرت المنطقة العسكرية الثانية في المكلا بيانًا قالت فيه إن المواجهات وقعت عقب كمين نصبه مسلحون قبليون لقوات النخبة أثناء تنفيذها عملية تمشيط في المنطقة.

وتُعد هذه الحادثة الأولى من نوعها في حضرموت، المحافظة الأكبر مساحة والأغنى بالنفط، والأكثر حساسية بحكم قربها المباشر من الحدود السعودية؛ ما يجعل أي توتر فيها ذا ارتدادات إقليمية واسعة، خصوصاً بين الرياض وأبوظبي اللتين تدعمان فصائل مختلفة داخل المحافظة.

وتتزامن هذه التطورات الميدانية مع نشاط دبلوماسي ملحوظ في العاصمة السعودية، حيث شهدت الرياض الأربعاء جولة جديدة من الحراك الدولي للتهدئة.

وجدد السفير الروسي لدى اليمن، وفق بيان لسفارته، أهمية مراعاة رؤى الأطراف الرئيسية، وذلك خلال لقائه المبعوث الأممي هانس جروندبرغ، بعد اجتماع مماثل بينه وبين السفير الإماراتي.

كما قام المبعوث الأممي بجولة بين الرياض وأبوظبي لمحاولة خفض التوتر بين الحليفين الإقليميين.

وتمثل هذه الأحداث مؤشرًا واضحًا على استمرار التباعد في مواقف الطرفين، رغم الجهود الأممية والدولية لاحتواء الخلاف.

وتشير هذه المواجهات في حضرموت إلى أن الصراع السعودي–الإماراتي في اليمن دخل مرحلة أكثر حساسية، خصوصًا مع انتقال التوتر إلى محافظة تمتلك وزنًا جغرافيًا واقتصاديًا بالغ الأهمية. فالإمارات تبدو متمسكة بتعزيز حضورها العسكري شرق اليمن، في مقابل سعي الرياض لترسيخ نفوذ حلفائها المحليين في المنطقة ذاتها.

وتزامن هذه التحركات مع جهود أممية ودبلوماسية يؤكد أن الخلاف لم يعد يتعلق بمساحات نفوذ فقط، بل أصبح مرتبطًا بملامح الترتيبات السياسية والأمنية لمرحلة ما بعد الحرب.

وإذا استمر التصعيد، فقد يتحول وادي حضرموت إلى بؤرة تنافس مفتوح بين القوتين الإقليميتين، بما يعقّد فرص الوصول إلى تسوية شاملة ويضع الملف اليمني أمام منعطف جديد لا يقل خطورة عن سنوات الحرب الماضية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com