“الرياض“| السعودية تُعيد رسم المشهد شرق اليمن: ترتيبات لنقل العاصمة من عدن يهدد نفوذ الانتقالي..!

أبين اليوم – خاص 

بدأت السعودية، الخميس، خطوات عملية لترتيب مرحلة ما بعد إخراج الفصائل الموالية للإمارات من شرقي اليمن، في تحرك يُنذر بتغييرات جوهرية في خارطة النفوذ داخل المناطق الخاضعة للتحالف.

وكشفت مصادر حكومية مطلعة أن الرياض منحت رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي ضوءًا أخضر للبدء بإجراءات نقل ما تُسمّى “العاصمة المؤقتة” من عدن، مشيرة إلى أن هذا الملف كان محور نقاش خلال لقاء جمع العليمي بوزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان، في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء.

وبحسب المصادر، تُعد مدينة سيئون المرشح الأبرز لتكون العاصمة البديلة، بالتزامن مع ترتيبات لانتشار فصائل سعودية تُعرف بـ“درع الوطن”، ضمن خطة تهدف للسيطرة على مدن وادي وصحراء حضرموت وصولًا إلى الساحل.

وأوضحت المصادر أن مكتب العليمي وجّه، عقب اللقاء، جميع الوزراء والمسؤولين بمغادرة عدن فورًا، في إطار ترتيبات العودة إلى المناطق الشرقية من البلاد.

ويمثل نقل العاصمة من عدن ضربة سياسية موجعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يُعد سلطة الأمر الواقع هناك، وينتزع منه أبرز مكاسبه منذ تأسيسه عام 2017 بدعم إماراتي.

كما يُتوقع أن يضع هذا التحول الانتقالي في مواجهة مباشرة مع قاعدته الشعبية، في ظل مخاطر الحصار الجوي والبحري، وتداعيات اقتصادية قد تُسرّع من تآكل نفوذه داخليًا.

تحليل:

لا يمكن قراءة تحرك الرياض نحو نقل العاصمة من عدن بوصفه إجراءً إداريًا أو أمنيًا معزولًا، بل كجزء من إعادة تموضع استراتيجي تهدف من خلاله السعودية إلى تقليص نفوذ حلفائها السابقين، وإعادة الإمساك المباشر بمفاتيح القرار السياسي والعسكري في اليمن.

فانتزاع “العاصمة المؤقتة” من قبضة المجلس الانتقالي لا يعني فقط إضعافه رمزيًا، بل تجريده من أهم ورقة شرعية مكّنته من فرض نفسه لاعبًا رئيسيًا خلال السنوات الماضية.

وفي المقابل، تسعى الرياض إلى تحويل الشرق اليمني إلى مركز ثقل بديل أكثر قابلية للضبط والسيطرة، وأقل كلفة سياسيًا وأمنيًا. غير أن هذا المسار، رغم ما يحمله من مكاسب آنية للسعودية، يفتح الباب أمام تصدعات جديدة داخل معسكر التحالف، ويُنذر بموجة صراع داخلي قد تعيد إنتاج الفوضى بصيغ أكثر تعقيدًا، في ظل غياب مشروع وطني جامع قادر على احتواء هذه التحولات.