الإمارات والتحريض على حركات المقاومة.. الدلالات والأهداف..!
أبين اليوم – الأخبار الدولية
استنكرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) “تحريض” وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد للدول الغربية لتصنيف الحركة كـ”منظمة إرهابية”، معتبرة أن ذلك “يتنافى مع قيم العروبة ويتناقض مع كل المفاهيم القومية”.
وقالت حماس إن تصريحات بن زايد تتنافى مع قيم العروبة وجميع المفاهيم القومية، وتتسق مع الدعاية الإسرائيلية، وتصطدم مع توجهات الجمهور العربي الداعم للمقاومة في فلسطين.
وكان وزير الخارجية الإماراتي قد أعرب، في حديث مع موقع “اللجنة اليهودية الأمريكية”، عن أسفه على تردد بعض الدول في تصنيف حركات مثل حماس أو حزب الله أو الإخوان المسلمين بطريقة أوضح.
وقال بن زايد في حديثه عن بُعد: “أنا متأكد من أن الجميع يعلم من هي هذه الكيانات المتطرفة العابرة للحدود”.
وأضاف: “فعندما تنظر إلى جماعات مثل تنظيم القاعدة أو تنظيم داعش فإنه من السهل لمعظم المجتمع الدولي أن يتحدث عن هذين الكيانين”.
وتابع بن زايد: “إنه لأمر مؤسف جدا أن تتردد دول بشكل أكبر في الحديث عن حركة حماس وحزب الله وجماعة الإخوان المسلمين”.
ورأى أنه من المضحك أن بعض الحكومات تصنف الجناح العسكري فقط لكيان ما، وليس الجناح السياسي، على أنه “إرهابي”، في حين إن الكيان نفسه يقول إنه ليس هناك فرق، على حد زعمه.
وأضاف الوزير الإماراتي أن هناك حاجة لما وصفه بتفكير إستراتيجي بين إسرائيل والفلسطينيين، معرباً عن أمله أن يساعد اتفاق “أبراهام” الموقع بين الإمارات والكيان الإسرائيلي على إلهام دول أخرى بالمنطقة لإعادة تصوّر المستقبل، وفق قوله.
الخارجية الإماراتية نحو تعزيز العلاقات مع إسرائيل:
أحدثت الإمارات لا سيما في العام الماضي، تغييرات جوهرية على سياستها الخارجية، حيث وقعت في سبتمبر 2020 اتفاقاً لتطبيع العلاقات مع الكيان الإسرائيلي، لتصبح بذلك أول دولة خليجية في الشرق الأوسط تعترف بإسرائيل منذ 26 عاماً.
وكانت مصر قد وقعت إتفاق سلام مع الكيان الإسرائيلي في عام 1979م، تلاها الأردن في عام 1994م.
وخلال العام الماضي، اتجهت السياسة الخارجية الإماراتية نحو تطبيع العلاقات مع الكيان الإسرائيلي وتعزيزها. وعلى الرغم من الإنتقادات الواسعة التي طالت أبوظبي بسبب نهجها التطبيعي في السياسة الخارجية، لكن عبد الله بن زايد أعرب عن أمله في أن يمهد اتفاق تطبيع العلاقات بين الإمارات والكيان الإسرائيلي الطريق أمام الدول العربية الأخرى لإقامة العلاقات مع هذا الكيان.
الأمر الذي يؤشر على أن الإمارات اعتمدت بشكل أساسي في نهجها الجديد على فتح العلاقات مع الكيان الإسرائيلي.
التطبيع مع الإحتلال یتعارض والهوية العربية:
قيام الإمارات بالتوقيع على إتفاق التطبيع مع الكيان الإسرائيلي يعني التخلي عن الهوية العربية. فيما كان اتفاق الإمارات مع الكيان الإسرائيلي يتعارض مع مصالح دولة فلسطين العربية، طالبت أبو ظبي، بتصنيف فصائل عربية كمنظمات إرهابية، لم تشكل أساساً أي تهديد لأبو ظبي بل كانت هذه الفصائل وما تزال تتركز كافة أنشطتها على محاربة الاحتلال الإسرائيلي.
بعبارة أخرى، تعتبر الإمارات نفسها راعية لمصالح الكيان الإسرائيلي. في حين زعم مسؤولون في أبو ظبي بعد توقيع اتفاق تطبيع العلاقات مع تل أبيب أن التطبيع كان ضرورياً لوقف بناء المستوطنات ومنع المسؤولين الإسرائيليين من فرض السيادة على أجزاء من الضفة الغربية المحتلة.
التطرف عنوان السياسة الخارجية الإماراتية:
يرى محللون سياسيون أن تصريحات وزير الخارجية الإماراتي التحريضية، تدل على التطرف في السياسة الخارجية التي بدأت تنتهجها هذه الدولة الخليجية، حيث يقارن وزير خارجيتها عبد الله بن زايد حركات “المقاومة” كحماس وحزب الله بجماعة “داعش” الإرهابية، معتبرين أن هذه المقارنة الغريبة لا تجري في كثير من الأحيان حتى من قبل السلطات الغربية التي تحتم على نفسها الدفاع عن الكيان الإسرائيلي.
وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم حماس، حازم قاسم، في تغريدة نشرها مساء السبت الماضي عبر تويتر: “تحريض وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان للدول الغربية لتصنيف حركة حماس كمنظمة إرهابية يتنافى مع قيم العروبة ويتناقض كل المفاهيم القومية”.
الإمارات تسعى إلى استقطاب الصهاينة:
تصريحات آل نهيان تأتي بعد أن شهد مايو الماضي تصعيدا حاداً بين فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والكيان الإسرائيلي، الذي أسفرت غاراته الجوية عن استشهاد 250 فلسطينياً على الأقل.
ما أدلى به وزير الخارجية الإماراتي ضد حركات المقاومة في حديثه مع “اللجنة اليهودية الأمريكية” يرمي بحسب المحللين إلى استقطاب اليهود، باعتباره أحد أهم أهداف حكام الإمارات.
الإمارات أصبحت عضوًا في مجلس الأمن الدولي لمدة عامين بعد تصريحات وزير خارجيتها ضد حركات المقاومة. يبدو أن الإمارات تقع تحت سيطرة ونفوذ اللوبي الصهيوني أكثر من أي وقت مضى.
المصدر: العالم