أول الغيث قطرة.. هل باتت نهاية “زمرة المنافقين“ قريبة..!
أبين اليوم – تحليلات الدولية
اعلنت وزارة الداخلية الألبانية قيام الشرطة بشن هجوم على مقر زمرة المنافقين وعملية تفتيش واسعة النطاق وفقاً لحكم المحكمة العليا لمكافحة الإرهاب، لقيام عناصر الزمرة بانشطة ارهابية وسيبرانية، بعد يوم واحد من إعلان الشرطة الفرنسية منع الزمرة من تنظيم تجمعها السنوي في باريس.
وزير الداخلية الالباني بليدي كوجي اعرب عن استيائه وغضبه حيال طريقة تعامل سكان معسكر “اشرف 3 ” مع ضباط الشرطة الالبانية وأضاف: ان بعض سكان المعسكر حاولوا منع قوات الشرطة من القيام بواجباتها المناطة اليها قانونياً وهو ما أدى الى صدامات بين الطرفين اسفرت عن سقوط قتيل وعشرات الجرحى.
تاريخياً تعرف زمرة المنافقين (مجاهدي خلق الإيرانية (بأنها من اكثر المنظمات الارهابية دموية حيث تلطخت ايديها بدماء حوالى 17 الف شهيد إيراني ما بين شخصيات سياسية وعلمائية وعلماء ومواطنين مدنيين ابرياء، بل وحتى لم يسلم منهم النساء والاطفال.
المنظمة التي تأسست عام 1965م تحت يافطة إسقاط نظام الشاه، سرعان ما كشفت عن نواياها الخبيثة والمبيتة حين اعلنت عام 1981 وبعد فترة وجيزة من انتصار الثورة، عن بدء عملياتها الاجرامية المسلحة ضد الجمهورية الإسلامية.
وبعد التصدي لها من قبل السلطات وفقدانها للقاعدة الشعبية، انتقلت الى مرحلة اخرى من مواقفها الخيانية بارتمائها في حضن العدو اللدود لايران، اي نظام صدام الذي وفّر لها قاعدة عسكرية عرفت فيما بعد بـ”معسكر اشرف” كمعسكر تنظيم وتدريب وتسليح عسكري، إبان فترة الحرب المفروضة على ايران من قبل الطاغية صدام (1980- 1988).
بعد سقوط نظام صدام عام 2003 تحولت قضية زمرة المنافقين الى احدى الملفات الشائكة بين الحكام الجدد في العراق وعراب زمرة المنافقين الارهابية اي امريكا. وتمّ إصدار قرار بالإجماع من مجلس الحكم العراقي آنذاك بطرد عناصر المنظمة من معسكر اشرف إلى خارج البلد وغلق مقرّاتها ومنعها من ممارسة أي نشاط.
وعقب اتفاق بين العراق والامم المتحدة تم نقل عناصر الزمرة الارهابية إلى معسكر ليبرتي بالقرب من مطار بغداد مؤقّتا لإعادة توطينهم خارج العراق. ومنذ بداية عام 2016 بدء أعضاء التنظيم مفادرة العراق إلى ألبانيا واتخاذها مقراً لها بتنسيق من امريكا وبعض الدول الخليجية، بعد ان رفضت معظم الدول الراعية لها استقبالها لعلمها بمخاطر تواجد عناصر هذه الزمرة على اراضيها.
وكان قد تمّ تصنيف المنظمة عام 1997 وفي عهد الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون في قائمة المنظمات الإرهابية بسبب تورطها بأعمال إرهابية. وفي عام 2000 اتخذ الاتحاد الاوروبي خطوة مماثلة، ولكن محكمة أوروبية اصدرت عام 2011 قراراً برفع الحظر تلتها امريكا بعد عام من ذلك بخطوة مماثلة. ونددت ايران آنذاك بالقرارين الأوروبي والامريكي ضد المنظمة التي تلطخت ايديها بدماء بدماء آلاف الإيرانيين وغير الإيرانيين، واتهمت الغرب باتخاذ “معايير مزدوجة” على صعيد مكافحة الارهاب.
جرائم الجماعة الارهابية التي وقفت الى جانب نظام صدام في قمع الحركة الكردية بشمال العراق عام 1991 ودعمت الديكتاتور في قمع الانتفاضة الشعبانية وعملت كطابور خامس للنظام البعثي، لم تقف عند هذا الحد فقد تم مؤخرا الكشف عن وثائق تؤكد تعاون هذه الزمرة مع الجماعات التكفيرية مثل “داعش” ضد محور المقاومة شمل جمع المعلومات والتجسس عبر الهاتف وتحويل الأموال وحتى المساعدة في تجنيد وإرسال القوات للتكفيريين.
وكان خبراء اكدوا ان دعم زمرة المنافقين قد يؤدي الى تداعيات خطيرة ستماثل ما تعرضت له الدول الاوروبية بسبب دعمها للجماعات الارهابية وتعزيز شوكتها، وما حدث بالامس في البانيا هو غيض من فيض ما طفى على الماء من جرائم وانتهاكات هذه الزمرة والآتي انكى.
المصدر: العالم