“أبوظبي“| إشارات إماراتية لإنهاء دور الانتقالي.. وظهور طارق صالح يكشف هشاشة التحالفات جنوب اليمن..!

5٬894

أبين اليوم – خاص 

تتعامل أبوظبي خلال الأسابيع الأخيرة بوضوح غير مسبوق مع ملف الجنوب اليمني، عبر رسائل مباشرة وأخرى مبطّنة تُظهر إعادة ترتيب الأولويات والتحالفات من جديد.

وفي الوقت الذي تحاول فيه السعودية فرض إيقاع سياسي مختلف في عدن، تبدو الإمارات وكأنها تراجع أدواتها وتبحث عن بديل جاهز لقيادة المشهد بدلاً من المجلس الانتقالي الذي تراجع حضوره وتعمقت أزماته الداخلية.

ولمّحت الإمارات بشكل غير مباشر إلى انتهاء مرحلة المجلس الانتقالي، القوة الجنوبية الموالية لها منذ سنوات، في خطوة تعكس تحولًا بارزًا في سياسة أبوظبي تجاه الملف اليمني.

وجاء ذلك بعد لقاء جمع رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزُبيدي بقائد الفصائل الموالية للإمارات في الساحل الغربي طارق صالح داخل الإمارات، وهو لقاء أثار تساؤلات أكثر مما قدم إجابات.

ونشر الأكاديمي والمستشار السابق لولي عهد أبوظبي عبد الخالق عبد الله منشورًا أكد فيه أن بلاده “أدت واجبها تجاه الأشقاء في الجنوب العربي” — وهو تعبير اعتبره مراقبون إشارة واضحة إلى أن الإمارات ترى أن مشروع الانتقالي قد استُنفد، أو أن دوره انتهى في المرحلة المقبلة.

وأحدث التصريح ردود فعل واسعة؛ فالبعض اعتبره بمثابة إشعار رسمي بانتهاء خدمات المجلس الانتقالي، فيما رأى آخرون أنه تمهيد لإعادة تدوير أدوات الإمارات ونقل مركز الثقل نحو طارق صالح، الذي يبرز اسمه بإيقاع متسارع داخل الملف الجنوبي.

وتزامن تصريح المستشار الإماراتي مع صورة جمعت الزُبيدي وطارق صالح خلال مشاركتهما في معرض الطيران بدبي. إلا أن الصورة لم تظهر بملامح لقاء شركاء في مجلس واحد، بل — بحسب السياسي الحضرمي فيصل البطاطي — بدت “لقطة بروتوكولية بين أطراف لا يجمعها مشروع ولا رؤية مشتركة”، معتبرًا أنها تكشف حجم الشرخ داخل المجلس الرئاسي وهشاشة موقع الانتقالي في المعادلة الجديدة.

وتأتي هذه التطورات في ظل نجاح السعودية بالضغط على الانتقالي للقبول بعودة الحكومة والمجلس الرئاسي إلى عدن، وهو القرار الذي رفضه الانتقالي سابقًا ولوّح على إثره بالانفصال.

المشهد برمته يوحي بأن أبوظبي بدأت مرحلة جديدة من إعادة تموضع أوراقها جنوبًا، وأن الانتقالي قد يكون في طريقه للتحول من أداة رئيسية إلى لاعب ثانوي، فيما يتم الدفع بواجهة بديلة أكثر طواعية لمشروع الإمارات الإقليمي.

تعكس المؤشرات الحالية أن الجنوب اليمني يدخل مرحلة إعادة هندسة سياسية تقودها الإمارات والسعودية بصورة متوازية ولكن بأدوات متنافسة. وبينما تعمل الرياض على تقليص نفوذ الانتقالي، تبدو أبوظبي أقرب إلى التخلي عنه تدريجيًا لصالح تحالفات أكثر انسجامًا مع رؤيتها، أبرزها تعزيز دور طارق صالح.

هذا التحول يعيد تشكيل خريطة القوى جنوب اليمن، ويُضعف مطالب الانفصال، ويزيد الضغوط على الانتقالي الذي يواجه الآن اختبار وجودي حقيقي: إمّا التكيّف مع موازين القوى الجديدة، أو التآكل التدريجي والخروج من دائرة الفعل والتأثير.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com