“حضرموت“| الإمارات تُشعل فتيل المعركة: مرتزقة اجانب وقرارات مرتقبة تهدد بتفجير الشرق اليمني..!

5٬785

أبين اليوم – خاص 

أكد “حلف القبائل”، أكبر الكيانات الاجتماعية والقبلية في حضرموت شرقي اليمن، وصول تعزيزات عسكرية إماراتية جديدة إلى المحافظة النفطية، في وقت ترتفع فيه مؤشرات التصعيد العسكري بصورة غير مسبوقة.

وقال صبري بن مخاشن، المتحدث باسم عمرو بن حبريش رئيس الحلف، إن الإمارات قامت مؤخرًا بإنشاء تشكيل جديد تحت مسمى “قوات الدعم الأمني”، يضم في معظمه مقاتلين جرى استقدامهم من دول إفريقية ومن دول الكاريبي، في خطوة تتجاوز الترتيبات المحلية المعتادة وتدل على توجه إماراتي لحسم الموقف عسكريًا.

وشهدت الأيام الماضية اشتباكات مباشرة بين هذا التشكيل الجديد وقوات تابعة لحلف القبائل في مديرية غيل بن يمين بوادي وصحراء حضرموت، ما كشف عن حجم التوتر داخل المنطقة النفطية الحساسة.

وتزامنت هذه التطورات مع مؤشرات إضافية على نية الإمارات إشعال معركة واسعة، إذ يستعد عضو المجلس الرئاسي ونائب رئيس المجلس الانتقالي، فرج البحسني، لاتخاذ قرارات أمنية وعسكرية من شأنها تفجير الوضع في المحافظة، بعد حصوله – وفق تقارير – على ضوء أخضر مباشر من أبوظبي.

وفي السياق ذاته، كشفت مصادر ميدانية عن تدريبات مكثفة شهدها مطار عتق بمحافظة شبوة المجاورة خلال الأيام الماضية، شاركت فيها عناصر من الجيش الكولومبي السابق. وتركزت التدريبات داخل ملاجئ تحت الأرض على استخدام الطائرات المسيّرة والمفخخة، ما يشير إلى تجهيزات تتجاوز “الردع” إلى الاستعداد لعمليات هجومية داخل العمق الحضرمي.

وبحسب المعلومات المتداولة، فإن الإمارات باتت في مرحلة “اللمسات الأخيرة” قبل إطلاق المعركة في حضرموت، خصوصًا بعد تراجع نفوذها في المحافظة لصالح السعودية خلال الأشهر الأخيرة.

وتشير مصادر قريبة من البحسني إلى أنه يستعد لإصدار سلسلة قرارات خلال ساعات، على رأسها اعتقال الشيخ عمرو بن حبريش، أبرز زعيم قبلي موالٍ للرياض وصاحب نفوذ واسع في الهضبة النفطية، إلى جانب تغييرات واسعة في القيادات العسكرية والأمنية بوادي وصحراء حضرموت.

وتتوافق هذه التحركات مع تصريحات سابقة للبحسني هدد فيها باتخاذ قرارات أحادية ردًا على تجاهل المجلس الرئاسي لمطالبه، في دلالة على حجم التوتر داخل معسكر التحالف السعودي الإماراتي.

وتكشف التطورات الجارية أن الإمارات عازمة على استعادة زمام المبادرة في حضرموت بعد أن نجحت السعودية مؤخرًا في تحجيم نفوذها هناك، خصوصًا عبر احتواء الجناح الضالعي داخل المجلس الانتقالي.

وقد ظهر ذلك في تصريحات مستشار رئيس الانتقالي، عمرو البيض، الذي أعلن منح حضرموت للسعودية بوصفها “منطقة ذات عمق سعودي”، إضافة لرفع عيدروس الزبيدي صور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وحده في فعالية أقيمت مؤخرًا في الضالع.

ورغم نجاح الرياض في الحد من قوة البحسني، إلا أن الأخير ما يزال يحتفظ بولاءات مهمة داخل المنطقة العسكرية الثانية المنتشرة في ساحل حضرموت والخاضعة للإشراف الإماراتي، إضافة إلى استمرار تأثيره على قوات النخبة الحضرمية التي أسسها خلال فترة تولّيه منصب محافظ حضرموت.

وتُظهر هذه التحركات الأخيرة أن الإمارات انتقلت من مرحلة التموضع السياسي في حضرموت إلى مرحلة الحسم العسكري، في محاولة لقطع الطريق على التقدّم السعودي المتسارع داخل المحافظة. فإدخال فصائل جديدة تضم مقاتلين أجانب، ومنح ضوء أخضر لفرج البحسني لإصدار قرارات صدامية، يعكسان رغبة أبوظبي في إعادة تشكيل ميزان القوى قبل أي تسوية سياسية قادمة.

ومع أنّ الرياض نجحت مؤخرًا في تحجيم نفوذ أبوظبي داخل «الانتقالي» واحتواء بعض قياداته، إلا أن الإمارات تراهن على ورقة «الساحل» والولاءات المتجذرة في النخبة الحضرمية والمنطقة العسكرية الثانية لإعادة فرض حضورها في الشرق.

وفي ظل هذا السباق الإقليمي، تبدو حضرموت مقبلة على لحظة مفصلية قد تعيد رسم خريطتها السياسية والأمنية، وتجعل المحافظة النفطية ساحة صراع مفتوح بين مشروعين إقليميين متناقضين.

النتيجة أن أي تصعيد قادم لن يكون محليًا فقط، بل جزءًا من صراع النفوذ السعودي–الإماراتي، وقد يضع الشرق اليمني أمام منعطف أكثر اضطرابًا مما شهدته السنوات الماضية.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com