“الرياض“| السعودية تعيد تحريك ورقة “هادي“ لقلب موازين القوى في جنوب اليمن..!

6٬000

أبين اليوم – خاص 

تدخل الساحة السياسية في جنوب اليمن مرحلة تحركات لافتة تقودها السعودية، تهدف إلى إعادة ترتيب موازين النفوذ داخل المعسكر الموالي للتحالف، في خطوة تُقرأ كرد مباشر على تمرد المجلس الانتقالي الجنوبي ومحاولاته تكريس نفسه ممثلاً حصرياً للجنوب على حساب الدور السعودي.

وبحسب معطيات متداولة في أوساط سياسية وإعلامية قريبة من الرياض، بدأت المملكة تهيئة الأجواء لإعادة الرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي إلى واجهة المشهد الجنوبي، باعتباره خياراً قادراً على موازنة نفوذ الانتقالي المتصاعد بدعم إماراتي.

وتزامنت هذه المؤشرات مع تداول منصات سعودية صوراً لوصول وزير الداخلية الأسبق أحمد الميسري، أحد أبرز الشخصيات المقربة من هادي والمعروفة بعدائها للمجلس الانتقالي، إلى العاصمة الرياض، في رسالة سياسية تتجاوز الإطار البروتوكولي، وتعكس توجهاً لإحياء شبكة النفوذ المرتبطة بالرئيس السابق.

ويرى مراقبون أن الرياض لا تمانع مبدئياً إعادة ترتيب الخريطة السياسية في اليمن، بما في ذلك سيناريوهات التقسيم، لكنها ترفض حصر تمثيل الجنوب في كيان واحد موالٍ للإمارات، وتعتبر تمدد الانتقالي تهديداً مباشراً لدورها ونفوذها داخل التحالف.

وفي هذا السياق، تحدثت تسريبات عن نقاشات داخل الدوائر السعودية لإعادة توزيع مراكز القوة داخل مجلس القيادة الرئاسي، عبر الدفع بشخصيات محسوبة على هادي لتولي مواقع متقدمة، تمهيداً لسحب البساط سياسياً من تحت أقدام المجلس الانتقالي.

ويعتقد مراقبون أن هذه التحركات تمثل محاولة سعودية لاستعادة زمام المبادرة جنوباً، بعد أن اتسع هامش الحركة أمام الانتقالي بدعم إماراتي، وصولاً إلى تحدي التوجهات السعودية عسكرياً وسياسياً.

تحليل:

تعكس عودة الحديث عن عبد ربه منصور هادي تحوّلاً في التكتيك السعودي من سياسة الاحتواء إلى سياسة إعادة بناء البدائل داخل الجنوب.

فالرياض، التي تشعر بأن الانتقالي تجاوز سقف الدور المرسوم له، تسعى لإعادة إحياء رموز الشرعية السابقة كأداة لموازنة النفوذ الإماراتي المتنامي.

وتكتسب هذه الورقة أهمية إضافية في ظل ما يمتلكه هادي من امتدادات عسكرية وقبلية، خصوصاً في محافظة أبين، ما يمنح السعودية قدرة على الضغط الميداني والسياسي في آن واحد.

وفي المحصلة، يبدو أن الصراع في الجنوب لم يعد شأناً محلياً، بل انعكاساً مباشراً لتنافس سعودي–إماراتي محتدم على النفوذ، ينذر بمزيد من إعادة الاصطفاف وربما انفجارات سياسية وأمنية تعيد رسم المشهد الجنوبي برمّته.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com