“تعز“| مع تحركات لإنهاء سلطة المؤتمر.. الإصلاح يطرد المحافظ عبر انشاء مخيم اعتصام مفتوح في بوابة المجمع الحكومي..!
أبين اليوم – خاص
أنهى حزب الإصلاح، جناح الإخوان المسلمين في اليمن، يوم الأحد سيطرة شريكه المؤتمر الشعبي العام على المدينة رسميًا، من خلال فرض أمر واقع في المجمع الحكومي الذي يضم مكتب المحافظ نبيل شمسان.
وأفادت مصادر محلية وإعلامية بأن عناصر الحزب أنشأت مخيم اعتصام مفتوح عند بوابة المجمع، في خطوة اعتبرت رسالة تحذير مباشرة للمحافظ المؤتمري، المعروف بقربه من طارق صالح.
ويظهر اختيار بوابة المجمع الحكومي كرمز للسلطة بمثابة رفع بطاقة حمراء سياسية، تعكس استياء الحزب من التوازنات الحالية داخل السلطة المحلية.
تأتي هذه الخطوة في سياق احتدام الصراع على الحصص السياسية بعد أن تمكن المجلس الانتقالي – الذي يُعد سلطة الأمر الواقع في عدن – من انتزاع عدة مناصب رفيعة أثارت حفيظة بقية القوى اليمنية الموالية للتحالف. وقد استثمر حزب الإصلاح ورقة الجرحى كأداة ضغط داخل هذه الحسابات، بعد أن وظفها سابقًا في مأرب للتهرب من الالتزامات المالية وتحويل العائدات إلى الحكومة في عدن، بما يعكس استراتيجية المناورة السياسية المعتمدة على أوراق ذات رمزية ومصداقية محدودة.
خطوة حزب الإصلاح تمثل تصعيدًا استراتيجيًا داخل حكومة الشرعية، حيث يستخدم الحزب أدوات غير مباشرة – مثل الاعتصامات وورقة الجرحى – لزيادة نفوذه والمطالبة بحصص أكبر داخل الحكومة.
كما تعكس هذه التطورات انقسامات عميقة بين القوى اليمنية الموالية للتحالف، والتي يمكن أن تؤدي إلى إعادة تشكيل المشهد السياسي المحلي، وربما تصعيد المواجهة بين الأطراف على الأرض.
ويبرز من هذه التطورات أن حزب الإصلاح يسعى إلى ترسيخ دوره كلاعب رئيسي في إدارة المدن الجنوبية، مستفيدًا من الفراغ التنظيمي الذي يخلقه صعود المجلس الانتقالي. كما توضح الأحداث أن أدوات الضغط السياسي، بما فيها الاعتصامات والورقة الرمزية للجرحى، أصبحت أدوات فعالة لإعادة المفاوضات إلى طاولة القوى المحلية، وتحصين المكاسب السياسية في مواجهة خصومه داخل الشرعية.
إذا استمر هذا النهج، قد يتحول الصراع على المدن والمناصب إلى سباق دائم على النفوذ والهيمنة الرمزية داخل أجهزة الدولة، ما يعقد إمكانية الوصول إلى استقرار إداري طويل الأمد.