العنصرية الأمريكية تأكل أبناءها.. نائبة بايدن في دائرة الإستهداف..!
أبين اليوم – الأخبار الدولية
صور التظاهرات التي شهدتها امريكا خلال فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والتي قامت بها الجماعات العنصرية التي تؤمن بتفوق الجنس الأبيض ، والمديح الذي كان يكيله لها ترامب، وصور الجماعات العنصرية والمتطرفة المسلحة التي كنت تجوب شوارع المدن الأمريكية دعماً لترامب، والخطابات والمواقف العنصرية الصارخة لترامب أمام مناصريه، وأخيراً الهجوم الدموي الذي قامت به الجماعات العنصرية المتطرفة بأمر من ترامب على الكونغرس، لمنعه من إعلان فوز منافسه الديمقراطي جو بايدن، مازالت تشكل صدمة لدى الكثيريين، الذين تفاجأوا بما شاهدوه من كراهية وحقد وعنف وفوضى وقتل.
إن السبب وراء تفاجئ هؤلاء إزاء ما ظهر على سطح المشهد الأمريكي نابع من عدم معرفة حقيقية بطبيعة المجتمع الامريكي، فلو كانت لديهم معرفة ولو قليلة بهذه الطبيعة لما تفاجأوا. ان العنصرية، وبشهادة الامريكيين انفسهم، ركن اساسي من أركان الثقافة الأمريكية، وعنصر مؤثر في شخصية الإنسان الامريكي، فالثقافة الأمريكية والإنسان الأمريكي، يعتبران نُسخ مكثفة للثقافة والإنسان الغربي..
وقد تجسدت هذه الثقافة وهذه الشخصية خير تجسيد، في جرائم الإبادة الجماعية لسكان أمريكا الاصليين، بعد وصول الرجل الأبيض الى العالم الجديد، وتجسد في استعباد الشعوب الأفريقية ، الذين تم شحنهم كـ”الحيوانات” في سفن ونقلهم إلى أمريكا للعمل كعبيد في مزارع البيض، كما تجسد في الإستعمار الغربي لاكثر شعوب العالم، وتجسد في استخدام السلاح النووي في اول مرة في التاريخ، وتجسد في زرع كيان عنصري في قلب العالم الاسلامي وهو الكيان الصهيوني، كما تجسد في احتلال وغزو العديد من البلدان في العالم.
آخر مظاهر العنصرية الغربية برزت في أمريكا وبشكل وقح في عهد الرئيس الأمريكي العنصري، بشهادته هو ، دونالد ترامب، حيث صوت 75 مليون أمريكياً لرجل أعلن جهاراً نهاراً ايمانه بتفوق الجنس الأبيض، ويزدري باقي الشعوب الأخرى بسبب لون بشرتها، ومُتهم بالفساد والخيانة والتهرب الضريبي وبقضايا غير اخلاقية، ودفع بأمريكا الى حافة الحرب الأهلية..
وقاد العنصريين للهجوم على الكونغرس، ومازال يتهم النظام الأمريكي بأنه سرق الإنتخابات منه، وأن الإنتخابات كانت مزورة، وأن الرئيس الحالي جو بايدن، هو رئيس مزور وغير شرعي، مع كل ذلك يتمتع هذا الرئيس بأكبر شعبية في أمريكا قياساً بباقي رؤساء أمريكا الآخرين، حتى أن انصاره على إستعداد للموت من أجله وحرق أمريكا بمن فيها، وقد كشفت آخر استطلاعات الرأي أن نحو نصف مناصري الحزب الجمهوري أعلنوا عن إستعدادهم الإنضمام إلى حزب ترامب لو أراد الأخير تأسيسه.
أحدث مظاهر العنصرية المخزية في أمريكا، كشفت عنها صحيفة “لوس أنجليس تايمز” الأمريكية، التي أعلنت أن هناك حملة من المضايقات تستهدف كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي، عبر وسائل التواصل الاجتماعي بسبب اصولها ولونها..! واضافت الصحيفة: يظهر أن هاريس قد تكون أكثر السياسيين الأمريكيين إستهدافاً على الإنترنت، لكونها امرأة سمراء في السلطة.
الصحيفة الأمريكية أشارت إلى دراسة نُشرت الشهر الماضي لتحليل أكثر من 300 ألف منشور ضد 13 سياسية في أربع دول ناطقة بالإنكليزية في الشهرين اللذين سبقا الإنتخابات الأمريكية. وأفادت الدراسة بأن 78% من تلك المنشورات استهدفت هاريس أكثر من غيرها من النساء البارزات من أصحاب البشرة السمراء.
من المخزي أن يتم التعامل مع الإنسان إنطلاقاً من جنسه واصله ولونه، في دولة تدعي قيادتها “للعالم الحر” والديمقرطية في العالم، بل إن هذه الدولة سمحت لنفسها أن تغزو العديد من الدول وتقتل الملايين من البشر، بذريعة الدفاع عن الديمقراطية والترويج لها في العالم.
بينما تعلن مراكز أبحاثها عن وجود عنصرية ضاربة بجذورها في أعماق المجتمع، الى الحد الذي لا يمكن للمرأة ان تتبوأ مراكز قيادية وسياسية، لوجود قطاعات واسعة في هذا المجتمع تؤمن إيماناً قاطعاً ان المرأة لا تملك الذكاء الكافي لتتبوأ مناصب مهمة ، وعلى النساء ان يتركن السياسة وألا ينتمين إلى الفضاء العام.
وهو ما كشفت عنه سيسيل جيرين ، وهي باحثة بمعهد الحوار الاستراتيجي في لندن، وهو مركز أبحاث يسعى إلى مكافحة التطرف والتضليل والاستقطاب، في حديثها الى صحيفة “لوس انجليس تايمز”.
عندما تصل إمراة مثل هاريس إلى منصب نائب الرئيس الأمريكي، فهذا يعني أنها إبنة النظام الأمريكي، الذي دافعت عنه وعن كل جرائمه وحروبه ضد شعوب العالم، انطلاقا من نظرة عنصرية استعلائية الى هذه الشعوب، واذا ما تعرضت هاريس لهجوم من هذا النظام، فهذا يعني ان النظام العنصري الأمريكي بدأ يأكل ابناءه، لذلك من الصعب أن تجد هاريس، من يتعاطف معها من بين أبناء شعوب العالم التي اكتوت بنار العنصرية والاستعلاء الأمريكي.
المصدر: العالم