تكرار الهجمات على قاعدة عين الأسد.. هي عصا تأديب.. أم ماذا..!
أبين اليوم – الأخبار الدولية
من المعلوم أن تكرار الهجمات الصاروخية الذي تستهدف القوات الأمريكية وأبرزها قاعدة عين الأسد في العراق قد ألقت بثقلها على الأمريكان، والتي تعد من أهم القواعد الموجودة في غرب العراق وزارها ترامب متفاخراً بها وكلفت الخزينة الأمريكية 2 مليار دولار، وسط حيرة واشنطن من أن الرادارات وابراج المراقبة المحصنة لم تشفع لها من إسقاط ولو بعضاً من هذه الصواريخ.
ويرى مراقبون، ان إستهداف القوات الأمريكية في العراق بدأ منذ عام ونصف العام اي منذ إغتيال القائدين الكبيرين قاسم سليماني وابومهدي المهندس، وعزوا السبب إلى ان الوجود الأمريكي يعتبر غير مقبولاً في العراق.
ولفتوا إلى أن الوجود الأمريكي قائم على أساس إستمرار الصراعات والنزاعات، كما ان الوجود الأمريكي قائم أيضاً بذريعة تواجد داعش واستمرار الأزمات الأمنية والمشاكل الداخلية في العراق.
وأوضحوا، أن الغلاف الإعلامي لتبرير التواجد الأمريكي في العراق بسبب تنظيم داعش الوهابي، قد انهار بعد عملية اغتيال قادة النصر، ولهذا بدأت الهجمات تستهدف القوات الأمريكية ومازالت مستمرة لحد الآن، مشيرين الى ان الجيش الأمريكي دخل العراق من خلال الضغط على بعض الاطراف ومارس نفوذاً إعلامياً وأمنياً كبيراً وهيأ البيئة ليكون له المقبولية والمشروعية في هذا البلد، على الرغم من عدم قانونية تواجد القوات الأمريكية بعد قرار البرلمان العراقي الذي طالب بإخراج القوات الأمريكية من العراق.
واكدوا أن إستهداف القوات الأمريكية سيستمر طالما الأمريكي موجود كقوة محتلة عسكرية في العراق، وحذروا من ان الأمريكان يعملون على بقائهم عن طريق اختراق الأجهزة الأمنية واللعب على التناقضات العراقية في كل الميادين من خلال وسائل الإعلام ومن خلال منظمات المجتمع المدني الذي اوجدوه لإثارة النزاعات في كل الإتجاهات.
في المقابل، لفت خبراء استراتيجيون عراقيون إلى أن الوجود الأمريكي في العراق يتكئ على الانقسام السياسي العراقي والذي يتمثل بالمجتمع السياسي.
وقالوا ان هذا المجتمع السياسي العراقي يعتمد بشكل أساسي على الجانب الأمريكي في حضوره وتواجده، وهم الأكراد والسنة تحديداً الذين غادروا قاعة التصويت على القرار المتعلق بإخراج القوات الأمريكية من العراق بعد استهداف الأمريكان قوات الحشد الشعبي في منطقة القائم وإستهداف قادة النصر قرب مطار بغداد.
واعتبروا أن هذا الانقسام والتموضع الأمريكي ينعكس بالتأكيد على الشارع العراقي، إلا أن هناك أغلبية خرجت بالتظاهرات ضد الوجود الامريكي وايدتها المرجعية الدينية والعقلاء من العراقيين الذين يتحدثون بوجوب مقاومة المحتل الأمريكي الذي لايعترف اطلاقاً بالقوانين والمعاهدات الدولية ولا يحترم سيادة العراق، ويحتاج الى عصا تأديب دائماً.
واوضحوا، ان المجتمع العراقي يشعر بالعزة والاباء بعد استهداف القوات الامريكية وبات يدرك حقيقة واحدة وهي ان الجانب الامريكي لا يمكن له ان يقصف ويقتل ويروع المدنيين ويترك دون ان يكون هناك رداً عليه، وان هذا الرد كان واضحاً بضربة مباشرة الى قاعدة عين الاسد الامريكية، بعد ثلاثة ايام من ارتكاب الامريكان مجزرة بحق قوات الحشد الشعبي.
واضافوا، أن قاعدة عين الأسد الأمريكية تعد من أهم القواعد الموجودة في غرب العراق التي زارها ترامب ويتواجد فيها مدرج ومطار وقاعدة حماية ودفاع وقواعد تدريبية، مشيرين الى ان الحكومة العراقية حينما طالبت بمغادرة القوات الامريكية، تحدث حينها ترامب بان القاعدة كلفته 2 مليار دولار ويجب ان تدفع كي يغادروا.
ووصفوا دقة استهداف قاعدة عين الأسد بالصواريخ، بأنها قد مثّلت سياسة ضربة بضربة التي باتت تعتمدها المقاومة في المنطقة ضد القاعدة الأمريكية التي تتمتع بمناطيد وابراج مراقبة، ولم تستطع المضادات والرادارات كشف صواريخ غراد القديمة واسقاطها، اضافة الى عناصر داعش الذين يجلبهم الامريكان من الجانب السوري من اجل تحصين هذه القاعدة.
على خط آخر، أكد صحفيون مختصون بالشأن الأمريكي، أن الجانب الأمريكي لم يستطع لحد الآن تحديد الجماعة المسؤولة عن إستهداف قاعدتها عين الأسد في العراق، معتبرين الهجمات بأنها تمثل إحراجاً كبيراً لإدارة بايدن، ويضغط الحزب الجمهوري عليها بإتخاذ سياسة ترامب المتسرعة للرد على هذه الهجمات، الا انهم شددوا على ان ادارة بايدن تفضل التريث حتى يتم تحديد المسؤولي الفعلي عن هذه الهجمات.
ما رأيكم..
- أي تداعيات للهجوم الصاروخي على قاعدة عين الأسد الأمريكية في العراق؟
- لماذا تريثت واشنطن في تحديد الجهة المسؤولة على عكس نهجها المعتاد؟
- ما خيارات واشنطن من الخروج من مأزقها في العراق؟
المصدر: العالم