“مقالات“| سقطرى بين أطماع محتل الأمس واليوم..!
أبين اليوم – خاص
يمثل أرخبيل سقطرى نقطة ارتكاز هامة لخطوط الملاحة البحرية الدولية الممتد من شرق آسيا مروراً بباب المنذب ووصولاً الى قناة السويس عبر البحر الاحمر؛ لذلك دأبت الدول الاستعمارية على وضع الارخبيل ضمن اهتمامتها للسيطرة على هذا الممر المائي الاستراتيجي الهام في العالم لاغراض عسكرية واستخباراتية.
لذلك قامت بريطانيا في التاسع عشر من يناير 1839م باحتلال جنوب اليمن وبالتالي كان لها الأسبقية في التحكم بقواعد اللعبة العسكرية والتأسيس لمرحلة جديدة في المنطقة.
وبعد حرب صيف 94م في اليمن استطاع النظام العفاشي السابق أن يفرض معادلة جديدة بوضع ذلك الارخبيل في مزاد علني وتم الاعداد عبر سيناريوهات ومخططات لقوى الاستكبار العالمي للسيطرة على ارخبيل سقطرى من خلال التمهيد لتحويل سقطرى الى قواعد عسكرية واستخباراتية (وهذا ماتم بالفعل للاسف الشديد).
وقد نبهنا مسبقاً لخطورة هذا السيناريو الذي بدأ من خلال سيطرة دويلة الإمارات وعبر وكلائها المحليين (المجلس الانتقالي) وتغيير
ديموغرافيا السكان في الجزيرة تمهيداً لاعلانها كإمارة ثامنة (وهذا ما يحصل اليوم) وجميعنا نتذكر البيان الذي ادلى به القاسمي حيث أشار وبكل صفاقة بأن سقطرى تعتبر امتداد وجزء من النسيج المجتمعي الاماراتي.
وللأسف الشديد لم تستوعب الاطياف السياسية في المحافظات الجنوبية الى خطورة هذا التصريح لاسباب كثيرة اهمها تغييب المفاهيم والثوابت الوطنية ووصول تلك القوى السياسية الى مراحل متقدمة من العمالة وافضى ذلك الى تغيير في الوعي واصبح الاسفاف الفكري هو اساس التعاطي وفقدنا هويتنا اليمنية وانتمائنا الوطني؛ وتحولت سقطرى وباقي الجزر اليمنية الى مستوطنات (جزيرة عبدالكوري خير دليل).
لذلك جاء اعلان بعض المكونات العميلة في الارخبيل والمدعومة إماراتياً الحكم الذاتي تماهياً مع استراتيجية إماراتية لغرض تمدد أكبر وبسط نفوذها والهيمنة على الجزيرة.
وبعيدأ عن كل المزايدات السياسية التي اتبعتها تلك القوى الموغلة في العمالة والخيانة إلا أن تلك الأساليب والخطط المدروسة والممنهجة لقوى التحالف لم تنطلي على القوى الوطنية وبدأ شعبنا في الداخل ومن خلال انتفاضة شعبية عارمة في التعبير عن رفضه القاطع لهذه المنهجية وتم التأكيد على بقاء مصفوفة الفكر الوطني وعدم التفريط بالسيادة اليمنية على الأرخبيل بكامله.
وفي الأخير.. يجب الاشارة الى خطورة اعلان الحكم الذاتي على الجزيرة بصفته اعلان حرب ودخول المنطقة الى مرحلة صراع اقليمي ودولي وسوف يكون له تداعيات وخيمة على سيادة واستقرار اليمن والمنطقة برمتها؛ لذلك نطالب كقوى وطنية يمنية من حكومة صنعاء سرعة اتخاذ الاجراءات الكفيلة ووقف هذا العبث في تلك الجزر ونفوض قيادتنا الثورية والسياسية في اسناد القوى الثورية الوطنية هناك ووضع التدابير المناسبة لاعادة وتصويب المسار الوطني واعادة السيادة اليمنية على الارخبيل بكل السبل المتاحة ونحن على يقين تام بحكمة قيادتنا الثورية والسياسية في تغيير الموازين العسكرية وتلقين القوى العميلة هناك وقوى التحالف دروساً في الاستراتيجية العسكرية وتعود تلك الجزر الى السيادة اليمنية والأيام القادمة سوف تتبث مصداقية طرحنا هذا.
بقلم/ سمير المسني..
محلل سياسي..
نقلاً عن صحيفة الوحدة..