“تقرير“| ترامب يعلن وقف العدوان على اليمن.. هل رفعت واشنطن الراية البيضاء..!
أبين اليوم – تقارير
في تحول لافت ومفاجئ، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وقف العمليات العسكرية الأمريكية ضد اليمن، مدّعيًا أن “الحوثيين أبلغوا واشنطن نيتهم التوقف عن مهاجمة السفن الأمريكية في البحر الأحمر”.
لكن هذا التصريح بدا مناقضًا تمامًا للموقف الرسمي الصادر عن صنعاء، التي جددت تأكيدها الاستمرار في عمليات الدعم العسكري لغزة، مهما كانت الكلفة، مشيرة إلى أن العدوان الثلاثي (أمريكي- بريطاني- إسرائيلي) لن يثني اليمن عن واجبه القومي والديني تجاه القضية الفلسطينية.
– انسحاب سياسي وعسكري من المعركة:
عدد من المراقبين رأوا في إعلان ترامب اعترافًا غير مباشر بفشل الولايات المتحدة في كسر إرادة صنعاء أو تحييدها عن ساحة الحرب في غزة، لا سيما بعد تصاعد الضربات اليمنية ضد حاملات الطائرات الأميركية والسفن العسكرية في البحر الأحمر وخليج عدن.
واعتبر مراقبون أن واشنطن “تسعى للهروب من المواجهة المكلفة مع اليمن، بعد أن وجدت نفسها في مرمى صواريخ ومسيرات غير تقليدية، أربكت حضورها البحري وأضعفت قدرة الردع الأمريكية”.
– “إسرائيل تُركت وحدها”:
مراسل القناة 12 الإسرائيلية “ألموغ بوكير” علق على تصريح ترامب بالقول: “بعبارة أخرى، سوف يتعين علينا أن ندافع عن أنفسنا لوحدنا.. أمريكا تخلت عنا”.
هذا التصريح جاء ليؤكد حالة الإحباط المتزايدة داخل الأوساط الصهيونية من تراجع الالتزام الأميركي بالدفاع عن كيان الاحتلال ميدانيًا، خاصة في ظل تزايد الضربات القادمة من صنعاء، والتي طالت العمق الصهيوني في يافا المحتلة “تل أبيب” وحيفا وعسقلان وفرض الحصار الجوي على مطار “بن غوريون”.
– الفعل اليمني أسبق من التصريحات:
رغم إعلان ترامب، إلا أن المعطيات على الأرض تؤكد أن صنعاء لم تتوقف عن تنفيذ عملياتها ضد أهداف “إسرائيلية” وأميركية في البحر، في ظل توسع بنك الأهداف وتطور الوسائل الهجومية، وهو ما يؤشر إلى أن صنعاء لا تتعامل مع التصريحات الإعلامية، بل ترتكز إلى موازين الردع التي فرضتها من خلال الفعل الميداني المستمر.
ويشير محللون إلى أن الرد اليمني لم يعد يخضع لحسابات الضغط أو الضربات الجوية، بل بات قائمًا على معادلة واضحة: “الرد مقابل العدوان – التصعيد بالتصعيد – والدعم لغزة واجب لا يسقط بالتقادم أو بالقصف”.
– من الجهة التي بادرت للاستسلام:
أثار اعلان الرئيس الامريكي، دونالد ترامب حول الاتفاق مع اليمن، الاربعاء، لغط كبير، فمن بادر للاستسلام؟
وفقاً لما تضمنته تصريحات وبيانات الاطراف بمن في ذلك الوسيط العماني، فإن السلطنة وحدها من قدمت مقترحاً للتهدئة بين صنعاء وواشنطن بعد شهرين من المواجهات وهي التي تدفع بها امريكا في كل مرحلة تصل فيها إلى افق مسدود.
والاهم ان المفاوضات تجرى منذ ايام وربما أسابيع، ومن خلال إعلان ترامب يبدو ان الجانب الامريكي كان متحفظ علي بنود فيها وتحديد الضمانات.
لم يكن إعلان ترامب الذي جاء عشية تقارير امريكية عن هجوم يمني جديد على حاملة الطائرات الأمريكية، اسقط خلاله مقاتلة اف-18 ، اكثر من اقرار بالموافقة على المقترحات العمانية بما في ذلك قبول “كلمة الحوثيين” وان حاول تصوير انتصار لبلاده.
فعلياً.. أمريكا وحدها من قبلت الاستسلام فهي تحاول في كل مفاوضات حول العالم تشديد بنودها وفرض اجندة خاصة باعتبارها المنتصر، لكن هذه المرة قبلت على عجل وبدون اتفاق مكتوب أيضاً.