“تقرير“| انقلاب عدن.. هروب من الداخل أم ضوء أخضر من الخارج..!

7٬998

أبين اليوم – تقارير 

فجأة وبدون سابق انذار، فجر رئيس المجلس الانتقالي، الموالي للإمارات جنوب اليمن، أزمة مع بقية مكونات الرئاسي، لكن توقيت الخطوة تحمل عدة دلالات، فما أبعادها؟

بعد لحظات قليلة على وصول رئيس المجلس الرئاسي، رشاد العليمي، ونائبيه سلطان العرادة وعبدالله العليمي، اللذان رفضا زيارة عدن حتى في قمة الاتفاق، إلى المدينة لأول مرة منذ أشهر، اعلن الزبيدي وهو نائب عن المجلس الانتقالي المنادي بالانفصال، سلسلة قرارات تعيين تهدف لتمكين مقربيه من قرار السلطة في المحافظات الجنوبية.

وأبرز تلك القرارات تعيين وكلاء محافظات جنوبية وشرقية ومؤسسات مهمة والأهم استحداث منصب وكيل عدن للدفاع والأمن وهو يعد سابقة في تاريخها.. هذه القرارات أثارت حفيظة بقية شركاء الرئاسي، حيث وصفه الإصلاح على لسان أكثر من قيادي وابرزهم البرلماني علي عشال بمثابة انقلاب، كما انتقد طارق صالح الخطوة ومثله تيارات أخرى كالمؤتمر.

والقت هذه الخطوة بظلالها على علاقة أعضاء سلطة الرئاسي المتدهورة أصلاً، وقد دفعت برئيس الحكومة الجديدة سالم بن بريك لتعليق عمل الحكومة بينما لا يزال يدفع العليمي ونواب آخرين نحو ضغوط سعودية لتصفير عداد الانتقالي.

ولم تقتصر التعليقات على خصوم الانتقالي بل أثارت انقسام داخله، حيث وصفها تيار كبير ينتمي للمحافظات الشرقية بمثابة محاولة للهروب من الأزمة الداخلية التي أعقبت قرار الزبيدي إقالة سالم ثابت العولقي من رئاسة هيئة الأراضي بعدن مع انه كان يشغل منصب متحدث سابق للانتقالي، وعدت خطوة اقالة العولقي الذي اصدر رئيس وزراء عدن قرار بتعيينه قبل أسابيع بانها تعكس حجم المناطقية التي يحكم بها قادة الانتقالي الجنوب إضافة للإقصاء والتهميش.

هذه التحولات في مسار العلاقات سواء داخل الانتقالي أو خارجه اخذت مسارات أبعد من الصراعات على السلطة داخلياً، لاسيما وانها تزامنت مع تكثيف الولايات المتحدة لقاءاتها بقيادات المجلس بالتزامن مع حديث سفيرها في تل أبيب عن ضرورة تعزيز انفصال جنوب اليمن والزيارات المتتالية لفرق عسكرية إسرائيلية لجبهات القتال المتقدمة جنوب البلاد وان حملت تلك الوفود يافطات صحفية.

ربما يكون الانتقالي يعاني أزمة داخلية بفعل التعصب المناطقي الذي تستحوذ عليه الضالع ويافع، لكن قرارات بحجم تعيين قيادات واستحداث مناصب وصولاً إلى إجراء الزبيدي عملية أداء اليمين الدستورية أمامه في إزاحة لبقية شركاء الرئاسي بمن فيهم رئيسه رشاد العليمي إشارة واضحة على أن المجلس الذي استقبل قبل أيام لجنة أمريكية إماراتية لإعادة توحيد فصائله بأخرى شمالية ترابط بالساحل الغربي ويقودها نجل شقيق الرئيس الأسبق طارق صالح تلقى ضوء أخضر بفرض أمر واقع جديد على الأرض مقابل جر فصائله لقتال بالنيابة عن أمريكا وإسرائيل اللاتي عجزتا عن مواجهة اليمن او احتواء عملياته.

 

YNP

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com