“تقرير“| ما علاقة الاندفاع الغربي للاعتراف بفلسطين بالخلافات مع الولايات المتحدة وما إمكانية إقامة دولة..!

6٬880

أبين اليوم – تقارير 

بعد قرابة 75 عاماُ على تثبيتها للاحتلال الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية، اقرت بريطانيا أخيراً الاعتراف بدولة فلسطينية ضمن حل الدولتين لتنظم اليها دول غربية أخرى فما أبعاد الانخراط الغربي وما إمكانية قيام الدولة الفلسطينية؟

قبل يوم على انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين وتحديداً في الرابع عشر من مايو من العام 1948، أعلنت بريطانيا قيام دولة إسرائيلية على التراب الفلسطيني كبديل للانتداب البريطاني ومنذ ذلك الحين ظلت بريطانيا الداعم الأبرز للاحتلال في حروب التطهير العرقي على الأراضي المحتلة.

وحتى مع اندلاع الحرب على غزة وتكثيف الاحتلال الإسرائيلي جرائمه بالقطاع لم تتوان بريطانيا عن تقديم كافة أشكال الدعم العسكري والمالي لمواصلة حربه، لكن ما الذي تغير؟

قبل عدة أيام، أعلن رئيس الحكومة البريطاني اعتراف بلاده بدولة فلسطين وشرعت فعلياً بإعادة تسمية الأراضي المحتلة بفلسطين على خرائطها، وتلتها دولاً غربية أخرى ابرزها فرنسا.

ومع أن تلك الدول دفعت بالسعودية لتبني الخيار كحل، الا ان ثمة أبعاد كبيرة تؤكد بأن الإعلان لا علاقة له بالإنسانية بل بصراع النفوذ القديم والجديد على البلدان العربية.

قبل أيام قليلة ومع تسعير الاحتلال الإسرائيلي حربه في لبنان وسوريا وصولاً إلى العراق والتهديد باستهداف دولاً أخرى كالسعودية ومصر والأردن، أعلنت أمريكا حل ما تعرف باتفاقية “سايكس بيكو” وهي الاتفاقية التي تقاسمت بريطانيا وفرنسا بموجبها النفوذ في البلدان العربية وتحديداً الممتدة من ايران حتى البحر المتوسط.

هذا الإعلان الذي تلاه سفير أمريكا بتل أبيب مايك هاكابي كان بمثابة رسالة واضحة بإقصاء بلاده التواقة للسيطرة على العالم بقية حلفائها من النفوذ في المنطقة لتدرك بريطانيا وفرنسا ودول الغزو الأوروبي السابقة ان مستقبل نفوذهم بالشرق الأوسط بات في خطر.

بالنسبة للاعتراف البريطاني بدولة فلسطين فكان يفترض إعلانه قبل 70 عاماً، وفقاً للاتفاقيات المبرمة حينذاك، وهو الآن من حيث التوقيت ذات أبعاد داخلية تتعلق بتنامي العداء لإسرائيل في بريطانيا والذي كان سبباً في صعود العمال وهزيمة المحافظين لأول مرة منذ 40 عاماً..

وخارجية تتعلق بإعادة إظهار القوة البريطانية التي تتأكل بفعل التمدد الأمريكي. أما بالنسبة لفرنسا فالأمر متعلق بعدة دول وليس فلسطين فقط بل سوريا ولبنان اللتان ظلت تحت الوصاية الفرنسية حتى الوقت الحاضر، لكن الإدارة الأمريكية الجديدة نجحت بإزاحة باريس عبر اتفاق لبنان وتجري الترتيبات الأخيرة بشأن سوريا.. بينما توسع الخلافات الأمريكية مع الغرب بشأن أوكرانيا وتدفع بقية الدول للاعتراف وربما اتخاذ خطوات أكثر لتحجيم النفوذ الأمريكي.

فعلياً.. لم يتبقى من فلسطين وشعبها الكثير لإقامة دولة في ضوء المجازر الجماعية التي ترتكب في كلا ضفتيه غزة والضفة الغربية، ناهيك عن التهجير واقتطاع الأراضي، وهو ما يعني بأن الاعتراف المتأخر هذا لن يحقق كثيراً بالنسبة للفلسطينيين الذين تم إعادة ترويض غالبيتهم في الضفة تحديداً بما في ذلك السلطة الفلسطينية التي أدخلت تعديلات حتى وصلت لتعيين وزيرة للخارجية لا يوجد في قائمة عائلتها اسم عربي أصلاً، أما بالنسبة للدول المعترفة وتحديد فرنسا وبريطانيا فالأمر يأخذ بُعد أكبر من فلسطين والعرب.

 

YNP

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com