“عرب جورنال“| اعتراف إسرائيلي بصعود قوة “أنصار الله“: من فاعل يمني إلى قوة إقليمية تعيد رسم قواعد الاشتباك..!

7٬980

أبين اليوم – خاص 

تقرير/ عبدالرزاق علي:

يمثل اعتراف الجيش الإسرائيلي، عبر تقرير موقع “والا” العبري، بنمو نفوذ أنصار الله وتجاوزه للحدود اليمنية، إقراراً علنياً بنشوء “قوة إقليمية” جديدة استطاعت إعادة صياغة قواعد الاشتباك في المنطقة.

هذا التقرير لا يكتفي برصد النشاط العسكري، بل يعترف ضمناً بنجاحهم في فرض أنفسهم كعنصر فاعل في معادلة القوة التي لم تعد محصورة في النطاق التقليدي للصراع.

التمدد العابر للحدود وتكريس النفوذ الجيوسياسي:

إن تأكيد التقرير على انتشار آلاف المقاتلين في دول مثل العراق وسوريا ولبنان والأردن، يبرز قدرة هذه القوة على المناورة والتموضع الاستراتيجي بعيداً عن مركزها الرئيسي. هذا الانتشار يعكس تحولاً من “الدفاع المحلي” إلى “الحضور الإقليمي المؤثر”، حيث أصبح المقاتل من أنصار الله جزءاَ من نسيج عسكري عابر للحدود، يمتلك القدرة على التأثير في جبهات متعددة.

هذا التواجد يمنح الحركة ثقلاً سياسياً وعسكرياً يجعل منها “قوة تدخل سريع” قادرة على تغيير موازين القوى في أي مواجهة إقليمية قادمة.

الكفاءة التقنية والسيادة الميدانية:

لقد أثبتت العمليات التي نفذها أنصار الله، سواء عبر الصواريخ الباليستية بعيدة المدى أو الطائرات المسيرة، أننا أمام قوة عسكرية تمتلك “تكنولوجيا الردع”.

نجاحهم في استهداف العمق الإسرائيلي وفرض معادلات جديدة في الممرات الملاحية بالبحر الأحمر، لم يكن مجرد استعراض قوة، بل كان ممارسة فعلية للسيادة والقدرة على تعطيل مصالح دولية كبرى.

هذا التفوق التقني أجبر الجيش الإسرائيلي على تغيير خططه الدفاعية وتكثيف تدريباته، في اعتراف واضح بأن القدرات الصاروخية لـ أنصار الله باتت تشكل رقماً صعباً في أي حسابات عسكرية مستقبلية.

الاستعداد الميداني وتغيير صورة المواجهة:

يشير التقرير بجدية إلى مقاطع الفيديو التي توثق تدريبات تحاكي اقتحام مواقع عسكرية وأسر جنود؛ وهو ما يعكس ثقة عالية في القدرة على نقل المواجهة من “حرب المسافات” إلى “المواجهة المباشرة”.

هذه التدريبات تعبر عن نضج عسكري وتخطيط احترافي يتجاوز الأساليب التقليدية، حيث يتم إعداد القوات للعمل في بيئات قتالية معقدة، مما يعزز من مكانة أنصار الله كقوة قتالية تمتلك الجرأة على كسر “هيبة” الخصوم ميدانياً.

“أنصار الله” كركيزة في محور المقاومة:

يؤكد الاعتراف الإسرائيلي بأن أنصار الله أصبحوا جزءاً لا يتجزأ من شبكة استراتيجية واسعة، مما يعني أنهم تحولوا إلى “محرك رئيسي” في قرارات الحرب والسلم في المنطقة.

هذا الارتباط العضوي بين جبهة اليمن وجبهة غزة وبقية الساحات، يبرز قدرة أنصار الله على تحريك الملفات الإقليمية عسكرياً، وفرض ضغوط استراتيجية لا يمكن تجاوزها. إن قدرتهم على ربط تصعيدهم بملفات قومية تجعل منهم قوة “مبدئية” تمتلك شرعية التأثير في وجدان الشعوب العربية والإسلامية.

الخلاصة:

إن قراءة الجيش الإسرائيلي الجديدة لمكانة أنصار الله تعني أن المنطقة أمام “خارطة نفوذ” تم رسمها بالصمود العسكري والتطور التقني.

لقد نجحوا في الانتقال من مربع الدفاع عن النفس إلى مربع “صناعة القرار الإقليمي”، وباتوا اليوم يمثلون قوة استراتيجية عابرة للحدود، تمتلك القدرة والجرأة والتقنية لفرض رؤيتها في الصراع العربي-الإسرائيلي.

تحليل:

يكشف هذا الاعتراف الإسرائيلي عن تحوّل استراتيجي عميق في مكانة أنصار الله، من حركة محلية محاصَرة إلى قوة إقليمية فاعلة تفرض نفسها على طاولة الحسابات العسكرية والسياسية.

فالتطور التقني، والانتشار الجغرافي، والربط بين الساحات، كلها عوامل تشير إلى أن الحركة لم تعد تكتفي برد الفعل، بل انتقلت إلى مرحلة التأثير وصناعة المعادلة.

وبهذا المعنى، فإن المنطقة تقف أمام خارطة نفوذ جديدة تشكّلت بفعل الصمود والتراكم العسكري، ما يجعل أنصار الله لاعبًا لا يمكن تجاهله في مستقبل الصراع الإقليمي، وخاصة في سياق المواجهة العربية–الإسرائيلية.

المصدر: عرب جورنال

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com