“أبوظبي“| الإمارات ترفض الإنسحاب وتعلن تفكيك “الرئاسي” رسمياً.. وتتهم السعودية بممارسة المغالطة والكذب..!

أبين اليوم – خاص 

أعلن أربعة من أعضاء المجلس الرئاسي الموالي للسعودية، الثلاثاء، انشقاقهم رسميًا عن قيادة التحالف، في خطوة تعكس وصول الخلافات السعودية–الإماراتية إلى ذروتها داخل بنية السلطة التي أنشأتها الرياض.

وأصدر كل من طارق صالح، وعيدروس الزبيدي، وعبدالرحمن المحرمي، وفرج البحسني بيانًا مشتركًا أعلنوا فيه رفضهم للإجراءات السعودية والقرارات الصادرة عبر رئيس المجلس رشاد العليمي، وعلى رأسها ما وصفوه بمحاولة طرد الإمارات من اليمن.

ويؤكد هذا الموقف تمسك أبوظبي بنفوذها ورفضها الانسحاب من محافظتي حضرموت والمهرة، بالتوازي مع بدء تفكيك عملي للمجلس الرئاسي الذي تشكّل برعاية سعودية، بعد الطعن في شرعيته الخارجية التي يرى قطاع واسع من اليمنيين أنها بقيت معزولة عن الداخل منذ تأسيسها.

وتأتي هذه التطورات عقب إعلان السعودية رسميًا إنهاء وجود الإمارات ضمن تحالفها العسكري في اليمن، بعد صراع محتدم بين الطرفين على مناطق النفوذ والسيطرة.

وفي السياق ذاته، ردّت وزارة الخارجية الإماراتية على بيان نظيرتها السعودية، الذي اتهم أبوظبي باستهداف الأمن القومي السعودي، ووصفت ما ورد فيه بـ“الكذب والتضليل” و“المغالطات الجوهرية”.

وادّعت الخارجية الإماراتية أن الشحنة التي رست في ميناء المكلا لم تكن تحمل أسلحة، ولم تكن موجهة لأي طرف يمني، بل كانت مخصصة للقوات الإماراتية، وذلك بعد أن اتهمت الرياض أبوظبي بدعم فصائلها للتوغل في حضرموت والمهرة، وقصفت سفن شحن إماراتية، مطالبة قواتها بمغادرة اليمن خلال 24 ساعة.

تحليل:

يمثل انشقاق أربعة أعضاء من المجلس الرئاسي ضربة قاصمة للبنية السياسية التي بنتها السعودية لإدارة نفوذها في اليمن، ويكشف أن الخلاف مع الإمارات لم يعد خلافًا بين دولتين، بل انقسامًا داخل أدوات الحكم نفسها.

فالبيان المشترك لا يعبّر عن اعتراض عابر، بل عن انتقال أبوظبي من الدفاع إلى الهجوم السياسي، عبر نزع الشرعية عن المجلس الرئاسي ونسف دوره الوظيفي.

ومع تبادل الاتهامات العلنية بين وزارتي خارجية البلدين، يبدو أن التحالف الذي تشكّل تحت عنوان الحرب المشتركة قد انتهى فعليًا، ليدخل اليمن مرحلة جديدة عنوانها صراع الحلفاء السابقين على النفوذ، وسط فراغ سياسي وأمني مرشح للاتساع أكثر من أي وقت مضى.