“تقرير“| عودة التوتر في تعز.. هروب نحو الحرب أم فرض استحقاقات اتفاق الرياض الجديد..!

7٬991

أبين اليوم – تقارير 

يعود التوتر في تعز، المعقل الأبرز لحزب الإصلاح، إلى صدارة المشهد في اليمن من جديد، لكن هذه المرة تبدو فاصلة. فهل تستعد أطراف التحالف للهرب مجدداً إلى الحرب أم لفرض استحقاقات اتفاق الرياض الأخير؟

في المدينة، حيث تسيطر فصائل الحزب، تتواصل معركة “كسر العظام” مع جناح الإمارات بـ “المؤتمر” بقيادة طارق صالح، قائد مليشياتها في الساحل الغربي للمدينة وحلفائه بداخلها.

وفي آخر معركة، انفجرت مواجهات دامية داخل صالة أفراح، مخلفة حصيلة من القتلى والجرحى. ولا يبدو الهدف تصفيات هذه المرة، بل نسف حملة الإصلاح لضبط المطلوبين، وقد برز أحد قادة المواجهات كمطلوب أمني في قضايا قتل وحرابة، ويتجول بحرية وعلى بعد أمتار من المجمع الحكومي.

هذه الزاوية ركزت عليها وسائل مملوكة لـ طارق، وحاولت من خلالها تسليط الضوء على الدعاية الكاذبة لفصائل الإصلاح بتنفيذ حملة أمنية لتعقب المطلوبين، بينما يعيش “المطلوبون ذاتهم” داخل فصائل الحزب ويتحركون بحمايته، كما تُسوِّق.

والتطورات الأخيرة في المدينة تأتي أصلاً بعد يومين فقط على تظاهرات لـ “الإصلاح” تطالب برفع “خيمة اعتصام” نصبها ذوو ضحايا عصابات الحزب، وتطالب بضبط القتلة منذ تَعْرِيَةِ الحزب في حادثة افهتان المشهري. ويعدها الحزب حالياً بمثابة شوكة في حَلْقِهِ، ويتهم خصومه بقيادة طارق بالوقوف وراء استمرارها. وهي رسالة واضحة من خصوم الحزب بأنه لم ينفذ وعوده بضبط المطلوبين، بمن فيهم من تَبْرُز أسماؤهم في أحكام قضائية وأوامر قهرية.

وإبقاء جذوة الصراع في المدينة مشتعلة يتزامن مع محاولات الحزب الخروج من مستنقع فوضى فصائله، وقد نقل المعركة إلى الريف الجنوبي الغربي، حيث خطوط التماس مع طارق وأبرز المناطق المستهدفة لإطباق الحصار عليه والسيطرة على آخر المناطق المطلة على باب المندب. وقد شيطَنَ الحزب خصومه التابعين لـ طارق هناك، وعلى رأسهم نجل سلطان البركاني المتهم بقيادة محاولة انقلاب في التربة. هذه التحركات لاقت ردوداً سريعة من قبل “طارق”، وقد حشدت قواته حلفاء من “الانتقالي” إلى الساحل الغربي، حيث تُجرى مناورات لأول مرة بالذخيرة الحية، بالتزامن مع شق مزيد من الطرق صوب ريف تعز بذريعة مشاريع خدمية.

لا شيء خارج الصراعات السياسية في تعز، المحافظة الأكثر سكاناً والأهم في معادلة الصراع اليمني جنوباً وشمالاً، لكن أبعاد هذه المعارك الدائرة منذ أكثر من عقد تتنوع في كل مرة تحاول فيه قوى التحالف السعودي – الإماراتي فرض ترتيبات جديدة بمناطق سيطرتها في اليمن.

وهذه المرة تتنوع الأبعاد بين الترتيبات لتغيير محافظ تعز “المؤتمري” نبيل شمسان بآخر أكثر شراسة في المواجهة مع “الإصلاح”، حيث يحاول الأخير فرض محافظ موالٍ له، لاسيما مع قرار التحالف سحب الإيرادات التي كانت تُتَقاسَم بين المحافظ السابق وقادة الحزب بالمدينة. وهو ما يشير إلى أن المدينة على أعتاب معركة جديدة وكبيرة، يريدها الطرفان لتثبيت واقع ما بعد اتفاق الرياض الأخير.

 

المصدر: الخبر اليمني

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com