“عدن“| صراع الرسوم الجمركية يفجّر مواجهة جديدة بين الانتقالي وحكومة بن بريك..!

5٬897

أبين اليوم – خاص 

عاد التوتر ليخيّم على مدينة عدن، المعقل الأبرز للمجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات، و“العاصمة المؤقتة” للسلطة المرتبطة بالسعودية، بالتزامن مع احتدام التوتر الإقليمي شرقي اليمن.

فقد وجّه رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي حكومته ببدء تنفيذ قرار رفع الرسوم الجمركية، عقب اجتماع جمعه بنائبه عبدالله العليمي ورئيس الحكومة سالم بن بريك في قصر معاشيق، بناء على توجيهات سعودية. وتركز الاجتماع على مناقشة ما وصفته وسائل إعلام الحكومة بـ”تحريك الدولار الجمركي”.

ورغم أن حكومة عدن كانت قد اعتمدت خطة لمضاعفة الجمارك بنسبة 100% ضمن حزمة إصلاحات تشمل توريد الإيرادات إلى البنك المركزي بعدن، إلا أن خطوة العليمي الأخيرة باختيار رفع الدولار الجمركي منفردًا توحي بأن القرار ذو طابع سياسي في المقام الأول، خصوصًا أن تأثيره الاقتصادي الفعلي محدود في ظل انهيار الإيرادات وغياب مؤشرات تحسن اقتصادي.

ويُرجح أن يؤدي رفع الدولار الجمركي إلى تفجّر موجة غضب شعبية جديدة في عدن ضد المجلس الانتقالي، نظرًا لتوقع ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل مضاعف، وهو ما يزيد معاناة السكان الذين يواجهون أوضاعًا معيشية قاسية. وكان الانتقالي قد رفض القرار من البداية باعتباره استهدافًا مباشرًا لحاضنته الشعبية.

وفي المقابل، بدأ المجلس الانتقالي تطويق مقر إقامة الحكومة والرئاسة في عدن، بينما دعت لجنته للجرحى إلى احتجاجات جديدة أمام معاشيق للمطالبة بحقوقهم. وتشير مصادر محلية إلى أن اللجنة تتجه نحو اعتصام مفتوح، في سياق خطوات تصعيدية غالبًا ما تنتهي باقتحام القصر وطرد الحكومة، وهي الاستراتيجية التي يعتمدها الانتقالي في مواجهة خصومه داخل السلطة.

وفي الوقت نفسه، حذرت وسائل إعلام تابعة للمجلس من محاولة حزب الإصلاح دفع الأمور نحو إسقاط القصر، في تصعيد يعكس عمق الأزمة. وتبدو هذه التطورات في عدن امتدادًا طبيعيًا للتوتر المتصاعد شرقي اليمن في المحافظات النفطية، حيث تعزز الإمارات والسعودية حشوديهما للسيطرة على أهم مناطق الثروة.

وتدل المعطيات الحالية على أن عدن أصبحت نقطة ارتداد مباشرة للصراع السعودي–الإماراتي في الشرق، إذ تتحول القرارات الاقتصادية، مثل تحريك الدولار الجمركي، إلى أدوات ضغط سياسي بين أطراف تتنافس على النفوذ داخل “العاصمة المؤقتة”.

ومع تزايد الاحتقان الشعبي وتنامي التحركات العسكرية والسياسية، يبدو أن المدينة تدخل مرحلة حرجة قد تعيد رسم خريطة السيطرة فيها، خصوصًا إذا تواصل التصعيد المتبادل بين الانتقالي والحكومة.

ما يحدث في عدن اليوم ليس حدثًا منفصلًا، بل حلقة في سلسلة تصعيد إقليمي أوسع، ومع اتساع رقعة الاشتباك نحو الجنوب، باتت الأزمة تقترب من ذروتها، مع احتمال انزلاق المشهد إلى مواجهة مفتوحة تهدد ما تبقى من استقرار هش.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com