“تعز“| كمين هيجة العبد: محاولة اغتيال المحافظ “نبيل شمسان“ تنقل صراع الفصائل الموالية للتحالف إلى أخطر مراحله..!

5٬900

أبين اليوم – خاص 

تعرض محافظ محافظة تعز، نبيل شمسان، المحسوب على المجلس الرئاسي وقائد جناح طارق صالح داخل المحافظة، الاثنين، لكمين مسلح جنوب غرب تعز، في تطور يعكس دخول صراع الفصائل الموالية للتحالف السعودي–الإماراتي مرحلة أكثر خطورة.

وبحسب مصادر محلية، فقد استهدف مسلحون موكب شمسان وعلوي الجبولي، شقيق قائد محور طور الباحة، أثناء مرورهما في منطقة نجد البرد أسفل نقيل هيجة العبد، الرابط بين تعز وعدن. وأدى الهجوم إلى مقتل عدد من مرافقي المحافظ وإصابة آخرين، بينما نجا شمسان ومرافقه وسط تضارب حول تعرضه لجروح.

وتحدثت مصادر عن سماع دوي انفجار كبير استهدف الموكب، فيما أشارت المعلومات الأولية إلى أن العملية نُفذت بإحكام وفي منطقة تضيق فيها الطرق، ما سهّل تنفيذ الكمين.

الهجوم يأتي بعد أيام قليلة من محاولة اغتيال استهدفت عدنان رزيق، قائد اللواء الخامس حماية رئاسية والمرشح لخلافة خالد فاضل في قيادة محور تعز. ويرى مراقبون أن تزامن العمليتين يعكس انتقال الصراع إلى مرحلة “تصفيات ميدانية مفتوحة” بين جناح طارق صالح وحزب الإصلاح.

وفي سياق يرتبط بتوترات المشهد، يتهم خصوم الإصلاح الحزبَ بالوقوف خلف عمليات مشابهة، مستشهدين باغتيال العميد عدنان الحمادي قبل سنوات، وهي العملية التي أتاحت للحزب التمدد في مناطق الحجرية والسيطرة على اللواء 33 مدرع.

وكان المحافظ شمسان قد عزّز نفوذه مؤخرًا بعد مقتل افتِهان المشهري، مدير صندوق النظافة في تعز، وهي القضية التي أدت إلى اعتقال عدد من قادة الفصائل المرتبطة بالإصلاح، بينهم شقيق القيادي البارز حمود سعيد المخلافي ونجل صادق سرحان. ورغم انحناء الإصلاح للعاصفة حينها، إلا أن المعطيات تشير إلى بدء تحرك مضاد يهدف لتحصين مناطقه داخل المدينة.

وتجنبت السلطة المحلية توجيه اتهام مباشر للحوثيين – على خلاف ما كان يحدث في حوادث مشابهة – واكتفت بالإشارة إلى “عناصر خارجة عن القانون” دون تسمية أي طرف، وهي صيغة يرى مراقبون أنها تعكس حساسية الصراع داخل المعسكر نفسه، وخشية من انفجاره بشكل أوسع.

وتؤكد مصادر أمنية أن الكمين أُعدّ بدقة في منطقة مناسبة لتنفيذ هجوم خاطف، وأن التحقيقات الأولية توصلت إلى هوية عدد من المشاركين فيه، ما قد يمهّد لمواجهات جديدة داخل المحافظة.

ويأتي الهجوم في ظل تصاعد الصراع بين حزب الإصلاح وطارق صالح، الذي يُعد المحافظ شمسان أحد أبرز أدواته لتعزيز نفوذه داخل تعز. وبينما يتوقع أن يستغل طارق محاولة الاغتيال للضغط باتجاه إصدار قرارات رئاسية تمنحه السيطرة الرسمية على محور تعز، تشير المؤشرات إلى أن الإصلاح بدوره لن يقف مكتوف اليدين، وقد يذهب نحو مواجهة أشد دفاعًا عن مناطق نفوذه.

وتكشف محاولة اغتيال نبيل شمسان أن صراع النفوذ في تعز لم يعد يدور خلف الأبواب، بل انتقل إلى مرحلة “حسم بالسلاح” بين شركاء التحالف.

فالمحافظة، التي كانت تُعد ساحة صراع ثانوي، أصبحت اليوم مركز مواجهة مفتوحة بين مشروعين: مشروع طارق صالح المدعوم إماراتيًا للتمدد بصمت داخل تعز، مقابل مشروع الإصلاح للحفاظ على ما تبقى من نفوذه.

وتدل مؤشرات الهجوم، وردود الأفعال المرتبكة، على أن المحافظة مقبلة على جولة جديدة من التصعيد، قد تعيد رسم خريطة السيطرة كليًا في الجنوب الغربي من اليمن.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com