“حضرموت“| تحركات غربية لاحتواء صدام الرياض وأبوظبي: مقترح لإعادة توزيع النفوذ بدل تغيير المحافظ..!
أبين اليوم – خاص
بدأت أطراف غربية، تحركات دبلوماسية مكثفة لاحتواء التوتر المتصاعد بين السعودية والإمارات في اليمن، بالتزامن مع اقتراب الأزمة في حضرموت من نقطة الانفجار، وسط مساعٍ إماراتية لاقتحام الهضبة النفطية التي تُعد مركز النفوذ السعودي شرق البلاد.
وقالت مصادر في “سلطة حضرموت” إن المقترح الغربي المطروح على الطرفين يقوم على الإبقاء على المحافظ الحالي مبخوت بن ماضي، المقرّب من أبوظبي، مقابل إعادة توزيع مناصب وكلاء المحافظة بين الرياض وأبوظبي بما يضمن توازناً سياسياً جديداً يمنع الانزلاق إلى مواجهة مفتوحة.
ورأت المصادر أن هذا الطرح يشكل مخرجاً مؤقتاً للأزمة التي تصاعدت بعد تحرك الرياض لاستبدال بن ماضي بسالم الخنبشي، المحسوب عليها، في خطوة اعتبرتها أبوظبي محاولة لتغيير قواعد النفوذ في أهم محافظة شرقية.
وتزامنت هذه التحركات مع زيارة غير مسبوقة للسفير الألماني إلى حضرموت، في مؤشر على دخول العواصم الأوروبية على خط الوساطة لتهدئة التوتر المتنامي.
ويأتي المقترح الغربي في وقت تتسارع فيه الأحداث بالمحافظة، إذ تدفع الإمارات بقواتها وفصائلها نحو التوغّل في العمق الحدودي للسعودية وحسم معركة الهضبة النفطية، ما دفع الرياض إلى التحرك السريع للحفاظ على مواقع نفوذها.
ومع استمرار التصعيد، تبدو الوساطة الغربية محاولة جدّية لمنع تحوّل الخلاف بين الشريكين الإقليميين إلى صدام مباشر داخل اليمن.
وتدلّ مؤشرات الأزمة في حضرموت على دخول الصراع السعودي–الإماراتي طوراً جديداً، إذ لم يعد الخلاف محصوراً في إدارة الملفات المحلية، بل بات مرتبطاً بمعادلات النفوذ الإقليمي والحدودي.
المقترح الغربي يعكس خشية دولية من أن يؤدي سقوط الهضبة النفطية بيد الإمارات إلى إعادة رسم موازين القوة في الشرق اليمني، بطريقة قد تدفع السعودية إلى إجراءات أكثر حدّة.
وفي ظل سباق النفوذ الحالي، قد تكون التهدئة الغربية محاولة لتثبيت خطوط حمراء تمنع الانفجار، لكنها لا تلغي حقيقة أن الطرفين يتجهان نحو صدام استراتيجي مؤجل، تتوقف حدّته على ما ستؤول إليه معركة حضرموت في الأسابيع المقبلة.