“عدن“| الفصائل الإماراتية تستعد لطرد الرئاسي والانتقالي يصعّد ضد العليمي..!

5٬894

أبين اليوم – خاص 

تتجه الفصائل الموالية للإمارات في جنوب اليمن نحو مواجهة مفتوحة مع المجلس الرئاسي، في خطوة تهدد بالإطاحة بالحكومة والرئاسي من العاصمة المؤقتة عدن، وسط تصاعد الانقسامات داخل المكونات الموالية للتحالف.

ودعت هيئات ومنظمات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي إلى حشد جماهيري واسع غدًا أمام قصر “معاشيق”، مقر إقامة رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي ونائبه عبد الله العليمي وعدد من الوزراء.

وتُعد هذه التظاهرة الثانية منذ عودة الحكومة والرئاسي إلى عدن، وقد سبقها إرسال الانتقالي رسائل مباشرة للعليمي تطلب منه سحب قواته من محيط القصر، في خطوة فُهمت على أنها تمهيد لاجتياح المقر.

ورغم رفع المحتشدين المرتقبين شعارات حقوقية لم تُحرّك طوال أشهر عمل الرئاسي والحكومة الجديدة، إلا أن توقيتها يشير بوضوح إلى أهداف سياسية تتصل بصراع النفوذ داخل عدن. ويحاول الانتقالي إظهار نفسه بعيدًا عن قيادة التظاهرات، إلا أن تحركاته التنظيمية تشير إلى عكس ذلك.

وتزامنت الدعوات للاحتشاد مع انفجار أزمات جديدة داخل المجلس الرئاسي نفسه. حيث شن نائب رئيس الانتقالي عن حضرموت فرج البحسني هجومًا على العليمي محمِّلًا إياه مسؤولية تدهور الوضع في المحافظة، وذلك بعد قرار تعيين محافظ موالٍ للعليمي بدلًا من مرشح تدعمه الإمارات، ما فجّر التوتر في حضرموت.

كما برز خلاف آخر حول منصب وزير المالية الذي كان يشغله رئيس الوزراء الحالي سالم بن بريك، إذ اعترض العليمي ونائبه عبد الله العليمي على مرشح—لم تُسمّه التقارير—ما وسّع دائرة الخلاف داخل الحكومة.

وتفاقمت حدة التوترات بعد تصريحات وزير الخارجية الأسبق في حكومة عدن خالد اليماني، الذي دعا صراحة للانفصال.

التصريحات أثارت انقسامًا حادًا بين النخب الموالية للتحالف بين مؤيّد ومعارض، وتطورت إلى مطالبات من قيادات في الانتقالي لرئيس هيئة التشاور والمصالحة محمد الغيثي بإقالة نائبه عبد الملك المخلافي بعد دفاعه عن الوحدة وانتقاده لخطاب اليماني.

وتتجه عدن إلى مرحلة صدام مفتوح يختلط فيها الشارع بالسياسة، وتتحول فيها الخلافات داخل المعسكر الموالي للتحالف إلى صراع وجود بين مراكز نفوذ متنافسة.

الانتقالي، مدفوعًا بالدعم الإماراتي، يبدو في لحظة اختبار يسعى خلالها لإعادة رسم خريطة السلطة في عدن بالقوة الناعمة أو الخشنة، بينما يعاني الرئاسي من تصدعات داخلية تُضعف قدرته على الصمود.

ومع تعدد خطوط التوتر من حضرموت إلى ملف المالية مرورًا بخطاب الانفصال، تتشكل بيئة شديدة الهشاشة قد تقود إلى إعادة توزيع مراكز القوة في الجنوب خلال الفترة المقبلة، وربما إلى انهيار آخر لمؤسسات الحكومة في عدن.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com