حضرموت على صفيح ساخن: تعزيزات إماراتية، تعبئة قبلية، وتهديدات سعودية تنذر بمعركة مفتوحة..!

5٬898

أبين اليوم – خاص 

وصلت، الثلاثاء، تعزيزات عسكرية كبيرة تابعة للقوات الإماراتية إلى مدينة المكلا، مركز محافظة حضرموت شرقي اليمن، في خطوة تعكس توجهاً إماراتياً واضحاً لتفجير الوضع مع حلف القبائل الموالي للسعودية.

وأفادت مصادر محلية أن القوات الإماراتية، التي تتخذ من مطار الريان المغلق منذ 2016 مقراً لها، استقدمت عشرات المسلحين على متن حافلات كبيرة ومتوسطة ترافقها آليات عسكرية، قادمين من عدن، ومعظمهم من محافظتي الضالع ولحج.

ويأتي هذا التصعيد وسط صمت الحكومة و”مجلس القيادة” التابع للتحالف، رغم تصاعد التهديدات المباشرة من قائد فصائل “الدعم الأمني” الممولة إماراتياً، أبو علي الحضرمي، الذي لوّح باغتيال رئيس حلف قبائل حضرموت، الشيخ عمرو بن حبريش.

في المقابل، يتحرك بن حبريش بسرعة على الأرض، إذ دعا مساء الإثنين إلى اجتماع طارئ لجميع مشايخ ووجهاء حضرموت الخميس المقبل في منطقة العليب بالهضبة لمناقشة المستجدات، فيما قام الأربعاء باستعراض الجاهزية القتالية لفصائل “اللواء الأول حماية حضرموت”، مؤكداً أن أبناء المحافظة “لن يسمحوا بتجاوز الخطوط الحمراء”.

وزار بن حبريش نقاطاً عسكرية ومقر “كتيبة المهام الخاصة”، برفقة أركان حرب الفصائل، سالم عمر بن حسينون، وحث المقاتلين على اليقظة ومواجهة التهديدات الموالية للإمارات، وفق ما نشره موقع الحلف على “فيسبوك”.

في السياق ذاته، أعلنت المنطقة العسكرية الأولى التابعة للإصلاح، في حضرموت الوادي، رفضها السماح لأي عناصر مسلحة قادمة من خارج المحافظة بالعبث بأمنها أو محاولة استهداف أرضها وقبائلها. ووصفت اتهامات أبو علي الحضرمي لبن حبريش وقوات حماية حضرموت بأنها “أكاذيب يائسة” تهدف لتبرير عدوان قادم.

وتزامن ذلك مع إحكام الإمارات تحشيدها العسكري، إذ أكدت مصادر مطلعة وصول تعزيزات جديدة من عدن والضالع ولحج إلى المكلا خلال الساعات الماضية، في استعدادات لمواجهات محتملة مع حلف القبائل، بما يكشف – وفق المصادر – “النوايا الحقيقية لأبوظبي في زعزعة استقرار حضرموت”.

وعلى الجانب الآخر، وجّهت السعودية، الأربعاء، أقوى تهديد للقوى الموالية للإمارات منذ بدء التوتر الأخير، محذرةً من “إحراق جنوب اليمن” إذا جرى استهداف وادي وصحراء حضرموت؛ مركز نفوذها الاقتصادي والأمني.

ونشرت منصات تابعة لاستخبارات الرياض تلميحات بتطبيق “السيناريو السوداني”، في إشارة إلى الفظائع التي تُرتكب هناك، بالتزامن مع تصاعد المواجهات عند حدود المملكة الغربية مع اليمن.

وتسعى الإمارات لحسم معركة هضبة حضرموت النفطية عسكرياً، بينما دفعت السعودية بتعزيزات مضادة وتستعد – بحسب المصادر – لنقل المواجهة إلى شبوة، معقل النفوذ الإماراتي.

ومن المقرر أن يشهد وادي حضرموت، الخميس، اجتماعاً موسعاً لمشايخ المحافظة بدعوة سعودية، حيث أوضح بن حبريش أن النقاش سيركّز على الرد على التهديدات الإماراتية الأخيرة واستهدافه شخصياً.

وتعكس التطورات في حضرموت انتقال الصراع السعودي–الإماراتي من مرحلة الرسائل السياسية إلى مرحلة استعراض القوة العسكرية على الأرض، ما ينذر بانفجار واسع قد يمتد من الهضبة النفطية إلى عمق حضرموت وشبوة والمهرة.

ومع تحشيد كل طرف لأدواته المحلية والقبلية والعسكرية، تبدو المحافظة على أعتاب مواجهة غير مسبوقة قد تعيد رسم خريطة النفوذ في الشرق اليمني. وفي ظل غياب الدولة المركزية، وتحرك التحالف وفق حساباته الخاصة، يصبح المدنيون والقبائل هم الحلقة الأضعف، فيما تتجه المنطقة نحو واحدة من أخطر لحظاتها منذ بدء الحرب.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com