“عدن“| إعلان قائد “المقاومة الوطنية الجنوبية” أمجد خالد الاتفاق مع صنعاء يُربك الانتقالي يشعل استنفار واسع وغير مسبوق.. “فيديو“..!
أبين اليوم – خاص
تشهد مدينة عدن والمناطق الجنوبية المحيطة بها توتراً غير مسبوق، مع بروز فاعل مسلح جديد يتحدّى المجلس الانتقالي في عقر داره.
فظهور أمجد خالد، القائد السابق للواء النقل، أعاد خلط الأوراق وأثار قلقاً واسعاً داخل فصائل الانتقالي والممول الإماراتي، خصوصاً بعد كشفه عن اتفاق جديد مع صنعاء للدعم العسكري واللوجستي.
وعلى وقع هذا التطور، دفعت فصائل الانتقالي بقوات كبيرة إلى شوارع عدن ومزارعها، في مشهد يعكس حجم الاحتقان والقلق من ظهور قوة جنوبية جديدة تنازع السيطرة على عدن وتطعن مشروع الانفصال من الداخل.
هذا وخيّم الارتباك مجدداً على المشهد الجنوبي، الثلاثاء، عقب الظهور المفاجئ لقائد “المقاومة الوطنية الجنوبية”، أمجد خالد، الذي أعلن للمرة الأولى تفاصيل اتفاقه مع صنعاء، الأمر الذي دفع المجلس الانتقالي إلى استنفار سياسي وأمني واسع في عدن.
فعلى الصعيد السياسي، عقدت الأمانة العامة للمجلس الانتقالي اجتماعاً خاصاً لمناقشة ما وصفته بـ“هجمات الحوثيين”، في مؤشر على محاولة خلق سياق تصعيدي ضد صنعاء عقب الإعلان عن التحالف الجديد.
أما ميدانياً، فقد نشرت فصائل الانتقالي عشرات الأطقم والمدرعات شمال عدن، حيث نفذت حملة تمشيط واسعة شملت مداهمة منازل ومزارع تمتد من البساتين وحتى دار سعد، في أول تحرك بهذا الحجم منذ سيطرة المجلس على عدن عام 2019.
وجاء الاستنفار متزامناً مع ظهور أمجد خالد في مقطع فيديو مدته 19 دقيقة، استعرض فيه ما وصفه بـ”مرحلة جديدة من المقاومة الجنوبية”، كاشفاً اتفاقاً مع صنعاء لدعم تشكيله العسكري بالعتاد والسلاح بهدف “تحرير عدن وإدارتها”، على حد قوله.
وقارن خالد تحالفه مع صنعاء بتحالفات سابقة أبرمتها قوى يمنية مع أنصار الله، بينها الإصلاح وطارق صالح والحراك الجنوبي، واعتبر أن دعم صنعاء يأتي “استجابة لطلب جنوبي خالص”، في مواجهة ما وصفه بـ”الاحتلال الجديد” والانهيار الحاصل في عدن منذ سيطرة التحالف عليها.
كما تطرّق خالد إلى الانتهاكات والانهيار الأمني والاقتصادي والخدمي في المدينة، محمّلاً التحالف مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع خلال السنوات الماضية. ويُعد هذا الظهور الأول منذ إعلان خالد تشكيل “المقاومة الوطنية الجنوبية”، التي حدّدت تحرير عدن من النفوذ الإماراتي هدفاً مركزياً لها.
وتقول مصادر محلية إن فصائل الانتقالي سارعت إلى تنفيذ حملة التفتيش الواسعة شمال عدن قبل ساعات من انتشار فيديو خالد، في خطوة تعكس خشية حقيقية من بروز تيار مسلح منافس في المنطقة التي كان يسيطر عليها “لواء النقل” سابقاً.
وكان خالد قد تعرّض خلال الأيام الماضية لحملة واسعة استهدفته شخصياً، وصلت إلى حد اعتقال طليقته وتسريب مقاطع عائلية لتشويه سمعته، إلى جانب تقارير عن نوايا لاستهدافه أمنياً.
وترى مصادر سياسية أن تلك الحملة تأتي ضمن محاولة مبكرة لاحتواء التشكيل الجديد ومنع تمدده داخل عدن.
وفي سياق متصل، أعلنت “المقاومة الوطنية الجنوبية” رسمياً التوصل إلى اتفاق مع قيادة صنعاء، ينص على تقديم دعم عسكري مباشر لتحرير المحافظات الجنوبية من “النفوذ الخارجي”، وفق بيان الحركة.
وأكد أمجد خالد في ظهوره أن الاتفاق يشمل دعم عدن تحديداً، باعتبارها مركز الاختلال الأمني والسياسي الذي تفجّر بعد الإطاحة بحكومة هادي عام 2019.
وتشير هذه التطورات إلى أن الساحة الجنوبية دخلت مرحلة جديدة من إعادة التموضع، بعد أن ظل الانتقالي منفرداً بالمشهد لسنوات بدعم إماراتي كامل، قبل أن يظهر منافس جنوبي يرفع خطاباً راديكالياً موجهاً ضد المجلس ومموليه في وقت واحد.
كما تكشف حالة الاستنفار في عدن عن هشاشة غير مسبوقة في سيطرة المجلس الانتقالي على العاصمة المؤقتة، خصوصاً مع بروز فصيل جنوبي مسلح يتبنى تحالفاً مباشراً مع صنعاء ويتوعد بانتزاع عدن منه.
ومع انقسام الولاءات داخل المشهد الجنوبي وتضارب مشاريع القوى المختلفة، تبدو المدينة مقبلة على مرحلة صراع مفتوح، قد يشهد إعادة رسم الخارطة الجنوبية بالكامل، في ظل انكشاف ضعف البنية الأمنية للانتقالي وتراجع نفوذ أبوظبي أمام تحولات داخلية متسارعة.