“سقطرى“| الإمارات تعيد تشكيل الواقع العسكري والديموغرافي في الأرخبيل لفرض نفوذها الإقليمي..!
أبين اليوم – خاص
تسعى الإمارات إلى ترسيخ واقع عسكري جديد في أرخبيل سقطرى بعيدًا عن إرادة السكان المحليين، عبر استقدام دفعات جديدة من المجندين من خارج الجزيرة.
وأكد مصدر محلي مطلع وصول قائد فصائل “العاصفة” الموالية لأبوظبي في عدن، أوسان العنشلي، إلى مدينة حديبو بتكليف إماراتي مباشر، للإشراف على تدريب عناصر جديدة معظمها من محافظتي الضالع ولحج.
ويأتي وصول العنشلي عقب إعلان تخرج دفعة تضم نحو 750 عنصرًا مما يسمى “القوات الخاصة” و”مكافحة الشغب”، وهي وحدات تعتمد بشكل رئيسي على مجندين يجري نقلهم عبر مطار عدن. وتتزامن هذه التحركات مع تصاعد التنافس الإقليمي والدولي على ممرات النفوذ في خليج عدن والبحر الأحمر.
وكشف المصدر أن الإمارات فقدت الثقة بمجندي سقطرى المحليين، بعد أن طردت نحو 800 منهم في سبتمبر الماضي، خصوصًا مع نجاح القوات السعودية الموجودة في الجزيرة في استمالة عدد من شيوخ ووجهاء القبائل.
ومنذ ذلك الوقت، أغرقت أبوظبي الأرخبيل بمجندين من خارج سقطرى، حتى باتت نسبة المجندين تصل إلى جندي لكل 3 إلى 5 من سكان الجزيرة، في ظل إنشاء مواقع عسكرية منتشرة في مختلف الاتجاهات استعدادًا لأي مواجهة مع السكان الرافضين للوجود الإماراتي.
وتعمل أجهزة المخابرات الإماراتية، عبر ذراعَيها “مؤسسة خليفة” وشركة “المثلث الشرقي”، على تكريس بنية عسكرية واستخباراتية مرتبطة بالإمارات و“كيان الاحتلال”، خاصة بعد إنشاء قاعدة عسكرية مشتركة في جزيرة عبدالكوري مطلع العام الجاري.
كما تحولت سقطرى إلى محطة لوجستية لتهريب الأسلحة نحو قوات الدعم السريع في السودان والفصائل الموالية للإمارات في اليمن، مستفيدة من سيطرتها المتزايدة على الأرخبيل وميناء بوصاصو في بونتلاند الصومالية.
وبفعل هذا التغلغل، أصبحت سقطرى منطقة مغلقة أمام اليمنيين، مع السماح بهامش محدود للسياحة الأجنبية، في ظل إجراءات تمس السيادة الوطنية مثل منع رفع علم الجمهورية واستبدال المناهج التعليمية وشبكات الاتصالات بأخرى مرتبطة بالإمارات، ما يجعل الجزيرة عمليًا خارج سلطة الدولة اليمنية.
وتكشف هذه التطورات في سقطرى عن تحول خطير في ميزان النفوذ الإقليمي، إذ لم تعد الإمارات تكتفي بإدارة الجزيرة من خلف الستار، بل انتقلت إلى مرحلة إعادة هندستها أمنيًا وديموغرافيًا بما يخدم مصالحها الاستراتيجية.
فالأرخبيل، الواقع على واحد من أهم الممرات البحرية في العالم، بات جزءًا من شبكة نفوذ تتداخل فيها الحسابات الإماراتية والإسرائيلية والدولية. وفي ظل غياب الدولة اليمنية وتردد الرياض، تتسارع عملية تحويل سقطرى إلى منطقة نفوذ مغلقة، بما يعمق حالة التفكك الجغرافي والسيادي في اليمن.
ومع استمرار هذا المسار، قد تتحول سقطرى إلى نقطة ارتكاز عسكرية واستخباراتية تؤثر مستقبلًا على أمن البحر الأحمر والقرن الأفريقي، وتعيد تشكيل خارطة التحالفات في المنطقة بأكملها.