“حضرموت“| الهضبة النفطية على حافة الانفجار: تراجع للانتقالي، تحصينات لقبائل حضرموت، وتأكيد تحالف طارق صالح مع أبوظبي..!
اليوم – خاص
تشهد المناطق النفطية في هضبة حضرموت توترًا غير مسبوق عقب اندلاع اشتباكات بين قوات حماية حضرموت التابعة لحلف قبائل حضرموت، وبين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيًا.
وبحسب مصادر قبلية، فقد اضطرت قوات الانتقالي إلى التراجع بعد محاولتها التقدم باتجاه حقول النفط، إثر تصدٍ مباشر من قوات الحلف. وأوضحت المصادر أن المنطقة تعيش حالة من الهدوء الحذر، مع استمرار تدفق التعزيزات العسكرية للطرفين.
وأضافت المصادر أن قوات حلف حضرموت تقوم حاليًا ببناء تحصينات ميدانية استعدادًا لجولة جديدة من المواجهات. في المقابل، أشارت مصادر أخرى إلى أن الهجوم الأولي للانتقالي كان بهدف اختبار مواقع انتشار قوات الحلف وقدراتها النارية، مرجّحة احتمال تجدد الهجوم خلال الساعات أو الأيام المقبلة.
وفي سياق متصل، اعترف طارق صالح، قائد الفصائل المسلحة الموالية للإمارات في الساحل الغربي، بتحالفه مع المجلس الانتقالي ضد حلف قبائل حضرموت الممول من السعودية. وقد نشرت قناة “الجمهورية” ووسائل إعلام موالية لطارق تقارير عن أحداث حضرموت بنفس صيغة تغطيات إعلام المجلس الانتقالي.
ولاحظ مراقبون أن وسائل إعلام طارق استخدمت المصطلحات ذاتها التي يتداولها إعلام الانتقالي، حيث وصفت قوات حلف قبائل حضرموت بـ”المليشيا”، واعتبرت الشيخ بن حبريش “متمردًا”، وهو ما يعكس تنسيقًا إعلاميًا وموقفًا موحّدًا بين الطرفين في مواجهة الحلف القبلي المدعوم سعوديًا.
كما تشارك قوات تابعة لطارق في حضرموت، بعد وصول تعزيزات منها قبل أيام إلى مدينة المكلا وتمركزها في معسكر لواء بارشيد غربي المدينة.
التحليل:
المشهد في هضبة حضرموت يتجه نحو تصعيد معقّد يجمع بين البعد القبلي والعسكري والإقليمي. تراجع الانتقالي في الهجوم الأول لا يعني انكسارًا بقدر ما يعكس تكتيك “جس النبض” لمعرفة حجم قوة الحلف القبلي المدعوم سعوديًا.
وفي المقابل، تحصينات الحلف تكشف إدراكًا مبكرًا لخطورة الجولة المقبلة، خاصة أن السيطرة على مناطق النفط تمثل مفتاح النفوذ السياسي والاقتصادي في المحافظة.
أما اعتراف طارق صالح بالتحالف مع الانتقالي، وتطابق خطابهما الإعلامي، فيؤكد أن المعركة في حضرموت تجاوزت كونها خلافًا محليًا، لتصبح ساحة تنافس مباشر بين السعودية والإمارات. دخول قوات طارق على خط المواجهة يمثّل توسيعًا لمحور أبوظبي، ويمنح الانتقالي دعمًا إضافيًا في معركته شرق اليمن.
التطورات الحالية تنذر بأن حضرموت قد تكون أمام معركة طويلة، تتداخل فيها الحسابات القبلية مع مساعي ترسيم نفوذ إقليمي، ما يجعل المنطقة عرضة لانفجار أكبر في حال استمر دفع الأطراف بتعزيزاتها نحو الهضبة النفطية دون وجود مسار سياسي يضبط إيقاع التصعيد.