“حضرموت“| وسط سباق نفوذ مع الفصائل الإماراتية.. السعودية توسّع سيطرتها من العبر في مأرب والجوف حتى نشطون في المهرة..!
اليوم – خاص
وسّعت القوات السعودية، السبت، نطاق سيطرتها داخل الشرق اليمني، في خطوة تعكس سباق نفوذ متسارع مع الفصائل الموالية للإمارات التي بسطت قبضتها مؤخرًا على الهضبة النفطية حتى الحدود العُمانية.
وفرضت الرياض سيطرتها الكاملة على مديرية العبر الممتدة من منفذ الوديعة الحدودي حتى شبوة، إضافة إلى مناطق واسعة في مأرب والجوف.
ووفق مصادر عسكرية في العبر، فقد صدرت توجيهات مباشرة لفصائل “درع الوطن” بالتعامل مع المديرية كأنها منطقة سعودية، واعتبار أي فصيل من شمال اليمن أو جنوبه قوة معادية.
وكشفت المصادر أن قوة تابعة للمجلس الانتقالي حاولت التوغّل داخل العبر ورفع علم الجنوب على نقطة مستحدثة، لكن القوات السعودية دفعت بمدرعاتها وأجبرتها على الانسحاب، فيما أبلغ ضابط سعودي القوة بأن العبر أصبحت “سعودية بالكامل”، محذرًا من استهداف أي تحرك مماثل مستقبلاً.
وتُعد العبر من أكبر المديريات الصحراوية المتاخمة للحدود السعودية، وظلت هدفًا استراتيجيًا للرياض منذ بداية الحرب في 2015.
ولم يتوقف الانتشار السعودي عند حدود العبر، بل امتد على طول المديريات الصحراوية حتى تخوم الحدود العُمانية.
وفي المهرة، أفادت مصادر قبلية بأن فصائل درع الوطن استحدثت نقاطًا ومواقع تمتد لعمق عشرات الكيلومترات داخل الأراضي اليمنية، ورفعت عليها أعلامًا سعودية. وكانت هذه الفصائل أعلنت سابقًا سيطرتها على العبر، بالتزامن مع طرد اللواء 23 ميكا التابع للمنطقة العسكرية الأولى، وسيطرتها على مدينة الغيضة وميناء نشطون ومنفذ شحن الحدودي.
وتشير مجمل التطورات إلى محاولة سعودية استغلال حالة التفكك الراهنة داخل معسكر القوى اليمنية الموالية للتحالف، بهدف تحقيق طموحات قديمة تشمل الوصول إلى منفذ بحري على البحر العربي، وضمان بقاء المناطق النفطية ضمن نطاق النفوذ السعودي.
التحليل:
تكشف التحركات السعودية والإماراتية المتزامنة في شرق اليمن عن تحوّل الصراع من واجهة سياسية وعسكرية يمنية إلى منافسة إقليمية مفتوحة على الأرض والموارد والممرات الاستراتيجية.
فالرياض التي كانت تتحكم في مسار الحرب من الخلف، انتقلت اليوم إلى مرحلة الاحتلال المباشر للمناطق الحدودية، مستغلة تفكك القوى المحلية وانشغال الفصائل الإماراتية بتعزيز سيطرتها في حضرموت وشبوة.
تحويل العبر إلى “منطقة سعودية بحكم الأمر الواقع” يحمل رسالة حاسمة: الرياض لم تعد تثق بأي وكلاء محليين، وتسعى لفرض حزام أمني وجغرافي خاص بها يصل حتى البحر العربي. هذا يوضح أن مشروعها القديم للحصول على منفذ بحري لم يُدفن أبدًا، بل تأخر تنفيذه حتى سنحت اللحظة المناسبة.
في المقابل، يهدد تمدد الفصائل الإماراتية في الهضبة النفطية مشروع السعودية، ما يدفع الطرفين إلى صراع نفوذ غير معلن لكنه آخذ في التصاعد.
ومن شأن هذا السباق أن يدفع الشرق اليمني إلى حالة استنزاف طويلة، ويُعيد رسم خريطة السيطرة بطريقة قد تعمّق الانقسام الجغرافي، وتقلّص من قدرة أي سلطة يمنية مستقبلية على فرض السيادة على أرضها.