كارثة تاريخية في هونغ كونغ: حريق وانغ فوك كورت يحاصر 7 أبراج سكنية ويوقع 75 قتيلاً ويثير حالة طوارئ قصوى.. “صور“..!
أبين اليوم – خاص
اندلع، الأربعاء، واحد من أسوأ الحرائق في تاريخ هونغ كونغ داخل مجمع “وانغ فوك كورت” السكني في حي تاي بو، لتحترق الأبراج الشاهقة وتتحول إلى أعمدة من اللهب التي اجتاحت كل شيء في طريقها.
وانتشرت النيران بسرعة هائلة في غضون دقائق، مما دفع السلطات إلى رفع مستوى التحذير إلى الدرجة القصوى وسط مشاهد وصفها السكان بأنها الأكثر رعبًا منذ ستة عقود.
وأسفر الحريق حتى الآن عن 75 قتيلاً على الأقل، بينهم رجل إطفاء، فيما لا يزال 279 شخصًا في عداد المفقودين، وسط توقعات بارتفاع أعداد الضحايا مع استمرار عمليات البحث داخل الأبراج المحترقة.
وأشارت التحقيقات الأولية إلى أن النيران اندلعت في سقالات من الخيزران كانت تغطي واجهات أحد الأبراج ضمن أعمال ترميم، وهي مواد شديدة القابلية للاشتعال، ما أدى إلى صعود اللهب من أسفل البرج إلى أعلاه بسرعة فائقة، قبل أن تنتقل النيران إلى الأبراج المجاورة عبر الشبكات البلاستيكية المستخدمة في تغطية المجمع.
والمجمع، الذي شُيد عام 1983 ويضم ثمانية أبراج بواقع أكثر من 1900 شقة، كان يخضع لأعمال صيانة بتكلفة تجاوزت 54 مليون دولار، وهو ما يفسر وجود المواد القابلة للاشتعال التي غذّت سرعة انتشار الحريق.
وفي خطوة قانونية، أعلنت الشرطة القبض على ثلاثة مسؤولين في شركة الإنشاءات المشرفة على أعمال الترميم، بينهم مديران ومستشار هندسي، بعد أن كشفت كبيرة المفتشين إيلين تشونغ عن وجود “أدلة قوية على إهمال جسيم”، بما في ذلك استخدام مواد غير مقاومة للحرارة على واجهات الأبراج، مثل ستايروفوم وشبكات بلاستيكية ساهمت في تسريع انتشار الحريق.
حتى صباح اليوم، تم نقل 75 مصاباً إلى المستشفيات، بينهم 17 في حالة حرجة و24 إصابتهم بالغة الخطورة، بينما لقي أربعة أشخاص حتفهم بعد وصولهم إلى المستشفى. كما اضطر نحو 900 نازح إلى مغادرة منازلهم، وتم فتح مراكز إيواء مجتمعية لاستقبالهم.
ولا تزال فرق الإطفاء تصارع النيران في عدة طوابق، وسط صعوبة الوصول لبعض الشقق بسبب الحرارة الشديدة وسقوط الحطام، في أكبر تعبئة طارئة منذ عقود، بمشاركة أكثر من 1200 من رجال الإطفاء والإسعاف. وفي الوقت نفسه، بدأت بعض المدارس والمحلات التجارية في المناطق المجاورة استئناف نشاطها بحذر.
تحليل:
تعكس هذه الكارثة حجم الهشاشة في إجراءات السلامة والرقابة على الأبنية في هونغ كونغ، حتى في مجمعات سكنية حكومية ضخمة، حيث أدى الإهمال في استخدام مواد مقاومة للحريق إلى تسريع انتشار النيران بشكل غير مسبوق.
كما تكشف الحادثة التحديات الكبيرة التي تواجه فرق الإطفاء في الأبراج الشاهقة، خصوصًا مع تعقيد الوصول إلى الطوابق العليا ووجود مواد قابلة للاشتعال على واجهات المباني.
ومن المرجح أن تفتح التحقيقات الباب أمام مراجعات صارمة لقوانين البناء والسلامة، فضلاً عن مساءلة الشركات والمشرفين على أعمال الترميم، في محاولة لمنع تكرار كارثة بهذا الحجم، والتي تعتبر واحدة من أسوأ الحرائق التي شهدتها المدينة منذ ستينيات القرن الماضي.





