“عدن“| في محاولة لإعادة هندسة موازين القوة داخل المنظومة الأمنية.. العليمي يطيح بـ “عمار صالح“ ويعين رجل محسن على رأس أهم جهاز استخباراتي..!

5٬897

أبين اليوم – خاص 

فجّر رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي، الخميس، موجة غضب واسعة داخل الفصائل الموالية للإمارات في جنوب وغرب اليمن، بعد إصداره قرارًا يقضي بالاستحواذ على أكثر الأجهزة حساسية في المنظومة الأمنية.

وقضى القرار بتعيين محمد عيضة – وهو شخصية موالية للعليمي ومعروفة بقربها من الجنرال علي محسن، قائد الجناح العسكري للإصلاح – رئيسًا لجهازي الأمن السياسي والأمن القومي، خلفًا لعمار صالح الذي كان قد سمّاه في وقت سابق.

وبحسب مصادر سياسية، جاء قرار العليمي في إطار مقايضة سياسية، حيث ربطه بتمرير قرار كان يطالب به عيدروس الزبيدي يتعلق بتعيين نائب لوزير الإعلام.

ورغم أن العليمي دأب خلال الفترة الأخيرة على إصدار قرارات تحدّ من نفوذ الزبيدي، فإن هذه الخطوة منحت العليمي نفوذًا غير مسبوق على واحد من أهم الأجهزة الاستخباراتية.

ورغم غياب أي موقف رسمي من المجلس الانتقالي حتى الآن، فقد صعّدت نخب جنوبية موالية له ضد القرار، متهمةً العليمي بالسعي لـ”التجسس على الجنوبيين”، فيما طالبت أصوات أخرى بأن يكون المنصب من نصيب شخصية جنوبية بحكم سلطة الأمر الواقع في تلك المناطق.

ويُخشى أن يفتح القرار الباب أمام أزمة جديدة بين القوى الموالية للتحالف السعودي–الإماراتي، في ظل تصاعد التوترات الناتجة عن الصراع على النفوذ والمناصب والموارد.

وتقول شخصيات جنوبية إن خطوة العليمي قد تقود إلى مرحلة جديدة من الفوضى داخل مناطق سيطرة الخصوم جنوبًا، خصوصًا بعد سنوات من الصراع المحتدم على الأجهزة الأمنية.

وتجدر الإشارة إلى أن القيادات الموالية للإمارات كانت قد رفضت سابقًا عدة مقترحات قدّمها العليمي لتسمية رئيس لجهاز “أمن الدولة” الذي يضم جهازي الأمن السياسي المحسوب على الإصلاح، والأمن القومي الذي كان تحت نفوذ صالح.

ويمثل قرار العليمي الأخير محاولة واضحة لإعادة هندسة موازين القوة داخل المنظومة الأمنية، في لحظة تشهد فيها المناطق الخاضعة للتحالف تشظيًا غير مسبوق بين مراكز النفوذ. فالتحكم بالأجهزة الاستخباراتية يعني امتلاك القدرة على إنتاج المعلومات واحتكار القرار الأمني، وهو ما يهدد بنسف الترتيبات التي مررتها الإمارات خلال السنوات الماضية.

وتكشف ردود الفعل الغاضبة داخل الانتقالي حجم القلق من انتقال “مفاتيح الدولة” إلى يد العليمي، بما يعيد صياغة المشهد الجنوبي من جديد، وقد يفتح الباب أمام صدام أوسع مع اقتراب القوى الإقليمية من إعادة ترتيب ملفات اليمن بما يتوافق مع أولوياتها الجديدة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com