“عدن“| قصر المعاشيق يشتعل: سقوط المقر بيد قوات الانتقالي يعري نفوذ العليمي ويدفعه للتصعيد العسكري لأول مرة..!
اليوم – خاص
شهدت مدينة عدن، الأحد، تصعيداً غير مسبوق بين رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، الموالي للسعودية، والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، عقب اقتحام قوات الانتقالي لمجمع قصر المعاشيق والسيطرة على مقر الجهاز المركزي لأمن الدولة، في خطوة عُدّت رداً مباشراً على قرارات العليمي الأخيرة بتعيينات في الجهاز الاستخباراتي الجديد.
وأكدت مصادر متطابقة أن قوات الانتقالي أحكمت سيطرتها على مقر الجهاز الأمني داخل المعاشيق، ورفضت إخلاءه، على الرغم من كونه يضم غرفة عمليات حساسة، معتبرة أن القرار بتعيين رئيس ونائب للجهاز الجديد – المدمج بديلاً عن جهازي الأمن السياسي والأمن القومي – يستهدف نفوذ الانتقالي في العاصمة المؤقتة.
وتصاعدت الأزمة مساء الأحد، بعدما فشل العليمي في استعادة مقر إقامته داخل المعاشيق، حيث كشفت مصادر في مكتبه أن اجتماعاً عُقد مع قيادات من الانتقالي، وغاب عنه عيدروس الزبيدي، انتهى إلى خلافات حادة وتبادل للتلاسن إثر رفض المجلس إخلاء مقر “أمن الدولة” وتأكيده أن التعيينات الأخيرة غير مقبولة.
واتهم قادة الانتقالي العليمي بمحاولة التجسس على قياداتهم، وطالبوا بنقله من عدن إلى محافظة أخرى، في إشارة تعكس حجم التصدع داخل المجلس الرئاسي، خصوصاً بعدما أبدى العليمي تمسكه بقراراته رغم تهديد قادة الانتقالي بالتصعيد.
وجاء ذلك في وقت رفعت فيه الشخصيات المقربة من العليمي، وعلى رأسهم سام الغباري، لهجة التهديد ضد الانتقالي، عبر مقالات رسمية تحدثت عن “قدرات عسكرية نوعية” يمتلكها العليمي، ولاسيما مع دخول أطراف أخرى على خط الأزمة، أبرزها علي محسن، الذي لوّح باجتياح عدن واتهم قيادات الانتقالي بالتمسك بما وصفه بـ“المكاسب الصغيرة” لصالح الإمارات.
وتزامنت هذه التوترات مع عرض عسكري واسع نفذه الانتقالي في ساحة العروض بخورمكسر، في رسالة استعراض قوة جاءت بعد ساعات من قرارات العليمي، ما دفع مراقبين للتحذير من انزلاق الوضع في عدن إلى مواجهة مفتوحة وغير مسبوقة.
تحليل:
تؤشر الوقائع الحالية في عدن إلى أن الصراع بين العليمي والانتقالي تجاوز مرحلة الخلاف السياسي ودخل طور كسر الإرادات.
اقتحام المعاشيق ليس مجرد رد على تعيينات استخباراتية، بل رسالة واضحة بأن الانتقالي يعتبر المدينة “خطاً أحمر” وأن أي محاولة لتوسيع نفوذ الرئاسة ستواجه بالقوة.
وفي المقابل، فإن رفع العليمي لسقف التهديد، بالتزامن مع إشارات سعودية غامضة ودخول علي محسن على الخط، يعكس رغبة أطراف عدة في إعادة موازين القوى بعد خسارة الانتقالي معركة حضرموت.
وبينما يحاول كل طرف إثبات سيطرته على عدن، فإن الخطر الأكبر يكمن في تحول الخلاف إلى مواجهة مسلحة قد تعيد المدينة إلى أجواء 2018 و2019، خصوصاً مع تغيّر المعادلات الإقليمية وتعدد خطوط الولاء داخل الأجهزة الأمنية والعسكرية.
اللحظة الراهنة هي الأخطر منذ تشكيل المجلس الرئاسي، وتشير إلى أن الأزمة وصلت نقطة يصعب التراجع عنها دون تدخل خارجي مباشر يعيد ضبط الاصطفافات ويمنع انفجاراً وشيكاً.