“عدن“| الأهالي تحت وطأة الغلاء: أسعار الغذاء تواصل الارتفاع رغم استقرار الريال..!
اليوم – خاص
أعرب مواطنون في محافظة عدن عن استيائهم من الارتفاع المتواصل لأسعار المواد الغذائية والسلع الأساسية خلال الأيام الأخيرة، مؤكدين أن غياب الرقابة الحكومية على الأسواق فتح الباب أمام موجة جديدة من الغلاء أثقلت كاهل الأسر محدودة الدخل.
ووفق ما نقلته وسائل إعلام محلية، أوضح عدد من السكان أن أسعار السلع تستمر في الارتفاع بالرغم من استقرار سعر صرف الريال اليمني نسبيًا منذ نحو شهرين، وهو ما اعتبروه مؤشرًا واضحًا على وجود تلاعب في السوق وعمليات احتكار للمواد الأساسية من قبل بعض التجار دون أي مساءلة فعلية.
وأشار المواطنون إلى أن هذا الوضع فاقم من معاناتهم اليومية، خاصة مع تدهور مستوى الدخل، وتأخر صرف المرتبات، وتراجع القدرة الشرائية بشكل كبير، ما جعل العديد من الأسر عاجزة عن توفير احتياجاتها الأساسية.
وطالب الأهالي وزارة الصناعة والتجارة والجهات الرقابية في عدن بتنفيذ حملات تفتيش وضبط جادة، واتخاذ إجراءات حازمة للحد من الارتفاع غير المبرر في الأسعار، مؤكدين أن استمرار هذا الانفلات سيؤدي إلى مزيد من الضغوط المعيشية ويُثقل كاهل المواطنين.
التحليل:
تعكس موجة الغلاء الأخيرة في عدن خللًا واضحًا في أدوات الرقابة الاقتصادية، إذ يتعامل السوق وفق منطق الاحتكار وفرض الأسعار بدل الارتباط بتكاليف الاستيراد أو بمعايير العرض والطلب.
استمرار ارتفاع الأسعار رغم استقرار العملة يعزز فرضية أن جزءًا من الأزمة مفتعل، وأن غياب الرقابة سمح لشبكات النفوذ التجاري بتحديد الأسعار بما يخدم مصالحها.
في المقابل، يواجه المواطن وضعًا معقدًا: دخل متآكل، ومرتبات متأخرة، وقدرة شرائية منهارة، ما يجعل أي ارتفاع— لو كان طفيفًا—كفيلًا بإحداث أزمة معيشية حادة.
وفي ظل غياب تدخل حكومي فعّال يعيد الانضباط للسوق، يبدو أن موجة الغلاء مرشحة للاستمرار، مما ينذر بتوسّع دائرة السخط الشعبي واتساع الفجوة بين المواطن والدولة.