تقاسم نفوذ في المهرة: ضغوط سعودية تُسقط الغيضة بيد “درع الوطن” واتفاق على تفكيك القوات الحكومية..!

5٬890

اليوم – خاص 

أسفرت الضغوط السعودية، الخميس، عن تسليم مدينة الغيضة، مركز محافظة المهرة شرقي اليمن، لقوات “درع الوطن” الموالية لها، وذلك عقب اتفاق مع الإمارات يقضي بتفكيك الوحدات العسكرية الحكومية في المحافظة.

وانتشرت قوات “درع الوطن” في مداخل مدينة الغيضة ومقرّاتها الحكومية، معلنةً تسلّمها الكامل للمدينة، في حين لا يزال الغموض يكتنف مصير بقية مناطق المهرة التي كانت قد شهدت انتشاراً واسعاً لقوات الانتقالي القادمة من أبوظبي.

ووفق مصادر محلية، فإن الرياض وأبوظبي توصّلتا إلى تفاهم يقضي بتقاسم النفوذ في المهرة، وإخراج القوات الحكومية من أبناء المحافظات الشمالية، في خطوة تمهّد لمرحلة جديدة من إعادة هندسة التوازنات داخل المحافظة.

كما دفعت السعودية بقوات “درع الوطن” نحو طريق العبر–الوديعة لتأمين خط السفر الرابط بين مدينة مأرب والمملكة، إضافة إلى المناطق الممتدة على خط العبر–الخشعة. ويأتي هذا التطور بعد أيام من إحكام قوات الانتقالي قبضتها على معسكر اللواء 23 ميكا في منطقة العبر.

التحليل:

يُمثل تسليم الغيضة، مركز ثقل المهرة الإداري، نقطة تحوّل مهمّة في صراع النفوذ الشرقي بين السعودية والإمارات. فدخول “درع الوطن” بدعم سعودي مباشر يعكس رغبة الرياض في منع أبوظبي من الانفراد بممرّات المهرة الإستراتيجية، خصوصاً القريبة من منفذ الوديعة وخطوط الربط مع الخليج.

في المقابل، يتيح الاتفاق للإمارات تثبيت وجود قواتها في مناطق أخرى من المحافظة عبر الانتقالي، بما يعمّق حالة “تقاسم وظيفي” بين الطرفين، مبني على إعادة تشكيل المشهد الأمني وإزاحة الوحدات الحكومية.

تجريد المهرة من قواتها الرسمية، ولا سيما أبناء المحافظات الشمالية، يشير إلى انتقال الصراع من مواجهة الجماعات المسلحة إلى إعادة هندسة النفوذ في محافظة ظلت لسنوات بعيدة عن الحرب.

هذا التحوّل يفتح الباب أمام مرحلة نفوذ مباشر للقوتين الخليجيتين على أحد أهم الممرات البرية والبحرية في اليمن، ويزيد من تعقيد المشهد الشرقي الذي بات ساحة مفتوحة لإعادة رسم خرائط السيطرة في اليمن.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com