“الرياض“| الرباعية الدولية تجمد ملف الانفصال الجنوبي وتضع الانتقالي في مأزق شرقي اليمن..!

6٬041

أبين اليوم – خاص 

جمدت الرباعية الدولية، يوم الاثنين، ملف انفصال جنوب اليمن، في خطوة قد تُطيح بالمكاسب التي حققها المجلس الانتقالي الموالي للإمارات.

وأفادت وسائل إعلام أمريكية وبريطانية بأن سفراء المجموعة الخاصة بإدارة ملف اليمن أجروا اتصالات مكثفة مساء الأحد، شملت رئيس المجلس الانتقالي، عيدروس الزبيدي، بالإضافة إلى سفراء بريطانيا وفرنسا وأمريكا في اليمن.

وأبلغ الدبلوماسيون الزبيدي تحذيرات مباشرة، محذرينه من أي خطوات سياسية أحادية، بما في ذلك إعلان الانفصال، أو أي تصعيد قد يقود إلى عمليات عسكرية تشمل إسقاط مدينة عدن.

وفي وقت سابق الأحد، التقى السفراء الثلاثة برشاد العليمي، رئيس المجلس الرئاسي المطرود من عدن، الذي هدد باتخاذ إجراءات صارمة ضد الانتقالي، أبرزها تصفير العملة وقطع الخدمات، إضافة إلى إمكانية نقل العاصمة المؤقتة، مع تلميحات لملاحقة قادة الانتقالي بجرائم ضد الإنسانية في حضرموت.

وكانت التوقعات تشير إلى إعلان المجلس المنادي بالانفصال عن واقع جديد شرقي اليمن، عقب سيطرته على آخر مراكز النفوذ السعودي، لكن الضغوط الدولية والمحلية حالت دون ذلك، وسط تزايد الانقسام داخل صفوف أنصاره.

وفي سياق متصل، كشفت بريطانيا، بصفتها القلم اليمني في مجلس الأمن، كواليس المشهد في جنوب وشرق اليمن، مؤكدة أن الغضب الإماراتي جاء على خلفية طلب السعودية تدخلًا أمريكيًا بملف السودان.

ولفتت المصادر إلى أن إعلان الانفصال من طرف واحد ممكن، لكنه يُعتبر فاشلاً، ومماثلًا لتجربة “الصحراء الغربية”، التي فشلت في حشد الدعم الدولي.

وأوضحت المصادر الغربية والأمم المتحدة أن الحل الأمثل يتمثل في الالتزام بخارطة الطريق الأممية ومفاوضات تشمل الحوثيين والقوى الجنوبية، في رسالة واضحة للمجلس الانتقالي بضرورة فتح قنوات دبلوماسية مع صنعاء، حيث يحظى الأخير بدعم دولي.

كما اعتبرت المصادر انسحاب السعودية من عدن بمثابة نهاية نفوذها المباشر في اليمن، في الوقت الذي يواصل فيه المجلس الانتقالي، الموالي للإمارات، تعزيز سيطرته على مناطق النفط شرقي البلاد، مما يترك المجال مفتوحًا للأطراف اليمنية الشمالية والجنوبية للتقدم في مسار سياسي يتوافق عليه المجتمع الدولي.

التحليل:

تحليل المشهد يكشف أن الرباعية الدولية، بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا، فرضت حدودًا واضحة على طموحات المجلس الانتقالي الانفصالية، مع التركيز على الالتزام بخارطة الطريق الأممية كمرجعية سياسية وحيدة.

الخطوة الدولية تؤكد أن الإمارات قد تواجه قيودًا غير متوقعة على تحركاتها في جنوب وشرق اليمن، رغم السيطرة العسكرية على النفط والموانئ.

انسحاب السعودية من عدن، مقابل صمت الانتقالي في إعلان الانفصال، يوضح أن اليمن دخل مرحلة إعادة تموضع إقليمي ودولي، حيث سيُحسم أي تصعيد محتمل عبر الضغط الدبلوماسي والآليات الدولية قبل الحلول العسكرية، مما يضع المجلس الانتقالي أمام تحدٍ مزدوج: الضغط الخارجي والاحتياجات الداخلية للشعب الجنوبي، ويعيد رسم معادلات القوة في جنوب وشرق اليمن.

 

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com